أعرب المقرئ أبو زيد الإدريسي عن أسفه لما آلت إليه نتائج الانتخابات الجماعية التي أجريت يوم الجمعة الماضي ، وأشار إلى أن فوز حزب "الأصالة والمعاصرة" حديث التكوين بالمقعد الأول كان ثمرة مباشرة لظاهرة المال الانتخابي والحياد السلبي للإدارة وأجهزة الأمن. "" وانتقد القيادي في حزب العدالة والتنمية وعضو مجلس النواب ، المقرئ أبو زيد الإدريسي في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، بشدة ما أسماه ب "الأموال القذرة" التي لعبت دورا أساسيا في إدارة العملية الانتخابية، وقال: "نحن لا نشعر بخيبة أمل فقط من نتائج الانتخابات الجماعية، بل نحن نشعر بالصدمة، فقد حصلنا على المرتبة السادسة بعدما كنا نتوقع أننا سنكون في المرتبة الأولى أو الثانية، والسبب أنه لم يكن في الحسبان أن يسمح لأصحاب الأموال القذرة أن يصولوا ويجولوا في الساحة كما يشاؤون أيام الحملة الانتخابية وحتى يوم الاقتراع على أبواب المكاتب، يمارسون كل أنواع البلطجة ويقدمون الأموال ويهددون بالسلاح الأبيض، ويمارسون الدعاية إلى يوم الاقتراع، مع نوع من الحياد السلبي لدى الإدارة والأمن على الرغم من الشكايات التي تقدمنا بها وتقدم بها الكثير فإن التحرك كان نادرا". وأشار الإدريسي إلى أن الانتخابات شهدت استخداما للعصي والسكاكين، وأن من مارس ذلك هم عناصر عادة ما يأتون سكارى، وقال: "لقد طلب منا رجال الأمن والإدارة الدليل عندما تقدمنا إليهم بعدد من الشكايات وهم يعلمون أن من يستعمل السكاكين والعصي حينا والأموال حينا آخر غالبا ما يمارسون ذلك وهم سكارى، والدليل على ما نقول بشأن ظاهرة شراء الأصوات بالترغيب أو بالترهيب هو أن الخارطة الجغرافية لهؤلاء كانت في أحياء البؤس والبوادي النائية والمناطق التي اجتمع فيها البؤس والفقر والتخلف، فيتم اختيار زعيم قبلي وصاحب مال يساق إليه الناس رغبا أو رهبا، هذا هو ما مارسه الحداثيون أما الحزب الذي عمل بنظافة وبشفافية فيتهمونه بالظلامية والرجعية". واعتبر الإدريسي أن النتائج النهائية للانتخابات التي منحت حزب الأصالة والمعاصرة الذي نشأ قبل عدة أشهر موقع الصدارة إعادة إنتاج لنموذج الحسن الثاني في الحكم، وقال: "ما جرى في الانتخابات الجماعية هو إعادة إنتاج نفس النموذج الذي حكم به الحسن الثاني طيلة حكمه، وهو إنشاء الأحزاب المدعومة من السلطة، مثل جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية والاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للأحرار والآن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي استطاع أن يتبوأ المركز الأول في الانتخابات الجماعية بعد 3 أشهر من تأسيسه، وغطى كل الدوائر الانتخابية، بوجوه قديمة على الرغم من أنه تحدث عن التغيير والتجديد". وعما إذا كان من الوارد أن يتحالف حزب "العدالة والتنمية" مع أي من الأحزاب الأخرى، ولا سيما أحزاب التحالف الحاكم، بعد أن انسحب منها حزب "الأصالة والمعاصرة" والتحاقه بالمعارضة، قال الإدريسي: "سبق أن تم التلميح إلينا بأن ندخل في الأغلبية الحالية لما انسحب حزب الأصالة والمعاصرة وخرج إلى المعارضة، ولكننا كنا نظن أن أحزاب الأغلبية يسعون إلى توسيع تحالفهم بعيدا عنا، وهم الآن يتحدثون عن اتصال مع الاتحاد الدستوري ربما يكمل نصاب الأغلبية. وما يشغل الأحزاب السياسية هذه الأيام هو التحالف على مستوى الجماعات الجماعية والقروية والحضرية، فقد أفرزت الانتخابات خارطة عجيبة، حيث تجد حزبا فاز بالأغلبية في دائرة ما بينما فشل تماما في الدائرة التي جنبها، وبالتالي نحن اليوم نخوض في التحالف على مستوى الجماعات ونبحث عن الأقل سوءا للعمل معه"، على حد تعبيره.