أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس بالرباط، أن الهوية الإفريقية متجذرة بعمق في المؤسسات والخيارات السياسية التي يتخذها المغرب تحت القيادة المتبصرة من الملك محمد السادس. وأبرز بوريطة، خلال افتتاح أشغال الندوة الوزارية الإقليمية لشمال إفريقيا، التي تنظمها المملكة المغربية وجمهورية توغو حول العمل الإفريقي الموحد والهجرة، أن المملكة غنية ب"تفاؤلها الإفريقي الذي تؤمن به"، والذي يتجسد، بالخصوص، من خلال سياستها الإفريقية الاستباقية التي تشمل مختلف مجالات التعاون وسياستها الإنسانية بشأن الهجرة. وأضاف الوزير أن المغرب تبنى مقاربة إنسانية وتضامنية من خلال اعتماده منذ 2013 سياسة هجرة جديدة قائمة على نهج تشاركي يشمل جوانب مختلفة، منها احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي، والتعاون الدولي، والمسؤولية المشتركة. كما أشار بوريطة إلى أن سياسة الهجرة التي تنتهجها المملكة، التي ترمز إلى هذا التفاؤل الإفريقي، مكنت من تسوية أوضاع عشرات الآلاف من المهاجرين في سياق إقليمي وعالمي يتسم بتراجع ملحوظ للمقاربات الإنسانية. وتنعقد هذه الندوة، التي يترأس أشغالها بشكل مشترك بوريطة ووزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتوغوليين بالخارج، روبرت دوسي، الذي تتولى بلاده رئاسة اللجنة العليا المكلفة بالإشراف على "أجندة عشرية الجذور الإفريقية والمغتربين الأفارقة"، عبر تقنية التناظر المرئي، في إطار التحضيرات للمؤتمر الإفريقي التاسع، الذي سيعقد في الفترة من 29 أكتوبر إلى 2 نونبر 2024 بلومي، تحت شعار "تجديد العمل الإفريقي الموحد ودور إفريقيا في إصلاح المؤسسات متعددة الأطراف: تعبئة الموارد وإعادة اكتشاف المؤهلات من أجل العمل". ويأتي تنظيم المغرب هذه الندوة، التي يشارك فيها العديد من الوزراء وكبار المسؤولين الأفارقة، في سياق استمرارية الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في مجال الهجرة، وفقا للرؤية المتبصرة من الملك محمد السادس، رائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة؛ كما تشكل فرصة لتجديد التأكيد والتذكير بالتزام المملكة المغربية وريادتها في قضايا الهجرة، وكذا مبادراتها الرامية إلى تعزيز الهجرة الآمنة والمسؤولة على الصعيدين القاري والدولي.