أعلنت هيئات نقابية إيطالية أن الأزمة الاقتصادية التي أثرت على البلاد دفعت بالعديد من المهاجرين من دول المغرب للعودة إلى بلدانهم الأصلية بعدما بلغت نسبة المسرحين منهم 20 في المئة. "" ونقلت وكالة الانباء الإيطالية "أكي" عن مصادر نقابية في مدن ميلانو وتورينو ونوفارا وبيرغامو شمال البلاد أن الأزمة الاقتصادية أثرت بصورة مباشرة على المهاجرين الأجانب، مقدرة نسبة المسرحين عن العمل ب20 في المئة من القوة العاملة المهاجرة ،مرجحة ارتفاع النسبة في حال استمرار إقفال المصانع والمعامل.
وأفادت جمعيات واتحادات للمهاجرين في المقاطعات الشمالية كلومبادريا وفينيتو وبييمونتي، أن بقاء عدد من المهاجرين شهورا بدون عمل دفع ببعضهم للعودة إلى أوطانهم، مشيرة الى أن المغاربيين يسجلون النسب الأعلى من العائدين.
وتحدث رئيس جمعية "شباب الصحراء" التي تعنى بقضايا الهجرة والمهاجرين المغاربة بوجمعة العامري عن مؤشرات متعددة لعودة المهاجرين المتضررين من الأزمة الاقتصادية إلى بلدانهم، لكنه أشار الى أنه من الصعب الحصول على أرقام دقيقة لذلك.
وقال "جمعيتنا تصادف يوميا حالات لأسر مغربية وعربية تعاني ظروفا صعبة، لهذا فعدد كبير منها قرر العودة بشكل جماعي إلى البلد الأصلي أو إرسال الأبناء والزوجة إلى الوطن وترقب انقشاع الأزمة" الاقتصادية.
وأكد عبد الصمد مكافح رئيس جمعية "آفاق أخرى" التي تهتم بالجاليات العربية في مقاطعة ييمونتي "شمال غرب" أن نسبة المهاجرين الذين قرروا العودة إلى الوطن في "تزايد مستمر"، موضحا أن "غالبية الذين يقررون العودة هم مغاربة فضلوا الإقامة ببلدهم وترك الأبناء هناك، مكتفين برحلات سفر من إلى إيطاليا بهدف التجارة".
وفي سياق متصل، أشار القنصل المغربي بميلانو محي الدين القاديري إلى أن عددا مهما من المقاولين المغاربة والأجانب أوقفوا أنشطتهم للعودة إلى الوطن الأصلي، مشيرا الى أن "الأزمة أجبرت نحو 10 في المئة من المهاجرين العاملين في قطاع التجارة في لومبارديا على اتخاذ قرار هجرة ثانية ومؤقتة".
وعلى الرغم من أن عددا من مكاتب الهجرة التابعة لمركزية الشرطة بشمال إيطاليا أكدت أن طلبات الحصول على رخصة الإقامة بقيت في تزايد مستمر ولم تسجل حالات عن تخلي المهاجرين عنها، فإن بيانات شرطة حدود عدد من الدول المغاربية تؤكد أن أكثر من 12 في المئة من المهاجرين المغاربيين أصبحوا يتنقلون بشكل مكثف بين بلادهم وإيطاليا من أجل التجارة.
ويحمل غالبية هؤلاء رخصة الإقامة إلا أنهم يقيمون بشكل دائم في بلدانهم الأصلية.