شهدت جهة مراكش- آسفي تساقطات مطرية أغرقت "عاصمة عبدة"، بعد ظروف مناخية طبعها شح في الأمطار، وخيم عليها شبح الجفاف، الذي انعكس سلبا على المياه الجوفية وحقينات السدود بالجهة، التي تراجع حجم المياه الواردة عليها. ومنذ صباح اليوم الأحد تهاطلت الأمطار على آسفي، وهو ما كان كافيا لإغراق المدينة، حسب تصريحات متطابقة لفاعلين جمعويين وزوار المدينة، مرجعين الأمر إلى البنية التحتية وقنوات الصرف الصحي، التي يشكو بعضها من الهشاشة، مما أدى إلى عرقلة حركة السير في بعض النقط المرورية. وينتظر من هذه التساقطات أن تحد نسبيا من تحديات الإجهاد المائي والندرة في هذه المادة الحيوية جراء شح التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف، التي زادت من حدتها التغيرات المناخية، التي لم يبق المغرب في منأى عن تأثيراتها كما هو الشأن في مختلف بقاع العالم. وبلغة الأرقام، ناهزت نسبة العجز في العرض المائي بجهة مراكش- آسفي خلال السنة الهيدرولوجية 2021- 2022، استنادا إلى معطيات رسمية، 40 بالمئة بالمقارنة مع المعدل السنوي، ف"النقص الحاصل في المياه هذه السنوات، والذي وصل إلى حوالي 163 مترا مكعبا، يعادل عجز أربع سنوات"، علما بأن الجهة تضم 9 سدود كبيرة، و33 سدا صغيرا، و3 أخرى تمت برمجتها. وجاء هذا النصيب المهم من التساقطات، التي استبشرت بها ساكنة آسفي، بعد مرور السحابة الركامية العملاقة التي أثرت على المدينة وضواحيها ببروق ورعود قوية وأمطار غزيرة، بعدما غابت عن الإقليم لما يزيد عن سنوات، وقد تسببت في انتشار البرك المائية، وأثر على السير والجولان. وربطت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال برئيس جماعة آسفي نور الدين كموش لنيل توضيح بشأن هشاشة البنية التحتية أمام حجم التساقطات المطرية، دون النجاح في هذا المبتغى.