عقد المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، الأربعاء، اجتماعه العادي، برئاسة القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب، خصص للتداول في مستجدات الساحة السياسية الوطنية والدولية، وفي بعض القضايا التنظيمية الداخلية للحزب. وجدد المكتب السياسي، ضمن بلاغ له، أحر التهاني وأجمل التبريكات بمناسبة شهر رمضان الكريم للملك محمد السادس، ولكافة الشعب المغربي، مقدرا في الوقت نفسه عاليا إشراف عاهل البلاد شخصيا على إطلاق العملية الاجتماعية الوطنية "رمضان 1445′′، التي تستهدف تقديم الدعم والمساندة للفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة، في رسالة اجتماعية عميقة الدلالات. وفي الملف الاجتماعي دائما، وبعدما نوه البلاغ بانكباب الحكومة بكل مسؤولية وشجاعة على فتح الورش الاجتماعي الضخم "ملف إصلاح أنظمة التقاعد"، في محاولة لتجاوز اختلالات سنوات من التماطل في هذا الإصلاح الجوهري، دعا "جميع الأطراف والشركاء المعنيين بهذا الملف إلى الانكباب بجدية ووطنية، وبتواصل شفاف ومكثف، لتحقيق الإصلاح المنشود، بعيدا عن الخطابات المشككة، أو التي تنشر المغالطات في صفوف المواطنات والمواطنين". وشدد المصدر ذاته وهو يستحضر قوة ومكانة البعد الاجتماعي في مختلف مبادئه ووثائقه ومرجعياته، على "ثقة واستعداد تامين للإسهام بمسؤولية داخل الحكومة في إصلاح هذا الورش المركزي في بناء الدولة الاجتماعية، وتحقيق التوازنات الاستراتيجية المطلوبة في هذا الإصلاح المبنية على التخفيف من تكاليف تحملات الدولة مستقبلا من جهة، والحفاظ على إنصاف منخرطي هذه الصناديق". كما تدارس المكتب السياسي، وفق البلاغ ذاته، "مضمون المعطيات المقلقة الصادرة عن بنك المغرب عقب اجتماع الفصل الأول لمجلسه الإداري"، واستمع في الوقت نفسه "لتقرير مفصل حول التضخم ببلادنا في ارتباط وانعكاس مباشر على القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين، قدمه أديب بنبراهيم، عضو المكتب السياسي، متضمنا عددا من حلول ومقترحات الحزب للتخفيف من حدة هذه الأزمة ومعالجة بعض مسبباتها"، داعيا مكونات الأغلبية إلى "حوار سياسي عميق" "يستهدف إنجاح محطة الحوار الاجتماعي المقبل، باعتبار نجاح هذا الأخير من مداخل بناء الدولة الديمقراطية والاجتماعية القوية". وفي موضوع الإعداد الجيد للدخول البرلماني المقبل "الدورة الربيعية 2024′′، ثمن المصدر نفسه، "الحضور والالتزام والعمل الجاد الذي قدمه برلمانيو الحزب طيلة السنتين الماضيتين، وما بصموا عليه من حضور متميز ومسؤول يشهد به الجميع"، داعيا إياهم "للمزيد من الترفع عن السجالات العقيمة المفتعلة حول المناصب، واستحضار ضرورة مواصلة الحضور النوعي والالتزام بالدفاع بمسؤولية عن جميع قضايا المواطنات والمواطنين، والاستمرار بالتحلي بقيم ومبادئ ميثاق الأغلبية". وفي الشأن التنظيمي للحزب، يضيف البلاغ، صادق التنظيم السياسي على الوثيقة المفصلة التي قدمها أحمد اخشيشن، عضو المكتب السياسي، التي "تضمنت مرتكزات وأهداف وطرق عمل مشروع أكاديمية التكوين والتفكير الخاصة بحزب الأصالة والمعاصرة المزمع إحداثها في القريب العاجل". وأخذ المكتب السياسي ل"البام" "علما بمضمون تقرير سياسي حول مشروع خطة عمل خارطة طريق سياسية 2024/2028 للحزب، قدمها عضو القيادة الجماعية للأمانة العامة للحزب صلاح الدين أبو الغالي. وكذلك الاستماع لعرض آخر حول الخطوات العملية والتشاورية التي قطعها مشروع إعداد ميثاق الأخلاقيات داخل حزب الأصالة والمعاصرة، قدمته قلوب فيطح، منسقة اللجنة التي كلفها المكتب السياسي بإعداد المشروع". كما رحب المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بانتداب شباب الحزب لهشام عيروض كممثل لهم داخل المكتب السياسي، مشيدا ب"الدينامية الكبيرة التي تعيشها الأمانات الجهوية والإقليمية للحزب، وانكبابها على مناقشة الوثيقة المذهبية والمرجعية للحزب، والقانون الأساسي ومرتكزات مشروع ميثاق الأخلاقيات المزمع إعداده، وحضورها في النقاش الوطني للكثير من القضايا الراهنة التي تهم الحياة اليومية للمواطنات والمواطنين"، منوها بمضمون مشروع التعاقد الجديد بين قيادة الحزب والأمانات الجهوية الذي قدمه بتفصيل سمير كودار، المكلف بقطب التنظيم. وثمن حزب "البام" جهود الملك في نصرة القضية الفلسطينية ومساعدة الفلسطينيين، وآخرها الخطوة الإنسانية الهامة المجسدة في إرسال الأطنان من المواد الغذائية لفائدة سكان غزة عن طريق البر، قائلا إن "ذلك يبرهن عن المكانة المحترمة دوليا للمملكة المغربية، ويعكس صدقية نواياها الإنسانية تجاه الفلسطينيين وتجاه القدس"، مناشدا مختلف القوى الدولية الحية والمؤسسات الأممية الدولية التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. وفي ختام الاجتماع، قرر المكتب السياسي ل"البام" تجميد عضوية برلمانيين، هما الحبيب بن الطالب وصفية بلفقيه، وإحالة ملفهما على اللجنة الحزبية المختصة في التحكيم والأخلاقيات، على خلفية تقارير حزبية عن "مخالفات تنظيمية مسترسلة قام بها البرلمانيان، وتعمدهما عدم القيام بواجباتهما المنصوص عليها داخل القانون الأساسي للحزب، وعدم الامتثال لقرارات مؤسساته، ومقاطعة الأنشطة الرسمية للحزب دون مبرر، وعلى رأسها فعاليات المؤتمر الوطني الخامس، وتماديهما في عقد تحالفات مع أحزاب أخرى خارج ما هو مقرر من أجهزة الحزب".