بمناسبة تخليد اليوم العالمي لحقوق المرأة نظم المركز الثقافي المغربي- دار المغرب بمونتريال، السبت، ندوة فكرية سلطت الضوء على الدور الأساسي الّذي لعبته وتلعبه الرائدات المغربيات في تطور المغرب على امتداد التاريخ. الندوة الفكرية، التي كانت حول موضوع "النساء المغربيات الرائدات.. مسارات التغيير بين التراث والابتكار"، والتي ادارتها الأخصائية النفسية المغربية المقيمة بكندا والباحثة في مختبر العلاقات بين الثقافات بجامعة مونتريال، رشيدة أزدوز، عرفت مشاركة الأكاديمية المغربية بجامعة أثابسكا بألبرتا، أوسير جلاسير حدوش، وهي متخصصة كذلك في حقوق الإنسان وتاريخ المرأة في المغرب، وكذا مؤسسة مركز "دارنا" والأستاذة بجامعة ولاية بنسلفانيا، مها مروان، بالإضافة إلى طالبة الدكتوراه والباحثة في حقوق المرأة بجامعة أوتاوا فاطمة تاجيني. وفي كلمة افتتاح الندوة قالت مديرة المركز الثقافي المغربي، هدى الزموري، إن هذه الندوة تندرج في إطار تقليد سنوي لدار المغرب يقوم بتخصيص برنامج ثقافي وفني طيلة شهر مارس من كل سنة للاحتفال بالمرأة المغربية. وقد تم اختيار خلال هذه السنة شعار "مغرب المرأة.. دار المغرب منخرطة". وجاء في معرض كلمتها كذلك أن المغرب شهد، منذ أزيد من 20 سنة، تحت قيادة الملك محمد السادس، سلسلة من الإصلاحات الكبرى لصالح حقوق المرأة. وقد أحدثت هذه التغييرات، التي شارك فيها مجتمع مدني نشط، تحولا إيجابيا في حياة المرأة المغربية اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وقد أدى الإصلاح الرائد الذي أجري عام 2004 على مدونة الأسرة إلى إرساء مبدأ المعاملة بالمثل في الحقوق بين الزوجين، وتلت ذلك إصلاحات تشريعية أخرى، شملت مجالات مثل الجنسية والتمثيل السياسي ومكافحة العنف ضد المرأة، مما يوضح التزام المغرب المستمر بالمساواة بين الجنسين وتعزيز حقوق المرأة. وتميز الحدث بافتتاح معرض وثائقي تحت عنوان "سجلات نسائية.. تاريخ القيادات النسائية المغربية، المقاومات، الثوار". وهو يتناول سيرة 27 رائدة مغربية عبر التاريخ، ويسلط الضوء على إنجازاتهن، التي طبعت تاريخ المغرب في مجالات كالفن والأدب والسياسة والرياضة. وفي هذا الإطار قالت الديبلوماسية المغربية هدى الزموري إن هذا المعرض يهدف إلى "تسليط الضوء على شخصيات نسائية مغربية اختارت بشجاعة الوقوف والنضال من أجل قناعاتها. نساء ساهمن في تشكيل هوية المملكة، كل واحدة بأسلوبها وطريقتها، في محاولة من دار المغرب لتكريمهن بالطريقة التي يستحققنها". كما يسعى هذا المعرض إلى تقديم هذا الموروث الثقافي المؤرخ لرائدات مغربيات، سواء عبر التاريخ أو حديثا، لأبناء الجالية المغربية هنا بكندا، وكذلك بالنسبة للجمهور الكندي، خصوصا أنهن نماذج للشجاعة والمرونة والالتزام بقضايا المرأة. كما أن قصصهن ملهمة ومحفزة للأجيال الجديدة لتحقيق أحلامها والدفاع عن حقوقها. بعد ذلك تمت دعوة المشاركين إلى حفل شاي يعكس التقاليد المغربية الأصيلة، معززا بعرض للأزياء التقليدية المغربية، تم تنظيمه بشراكة مع جمعية ANIR للمغاربة الأمازيغ بكندا.