على غرار ما جرى خلال احتجاجات الأساتذة ضد النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، حيث تم التلميح إلى وجود جهات مُحرّضة للأساتذة، اتّهم عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، "جهات" بتحريض طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على مقاطعة الدراسة. ولم يتهم المسؤول الحكومي ذاته أي جهة معّينة، لكنه قال: "أنا مؤمن بأن هذا المشكل الذي نعيشه (يقصد مقاطعة طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان للدراسة والامتحانات)، ليس مشكلا، ولكنْ كايْنة شي حاجة أخرى، وحْنا فراسنا كلشي". وذهب وزير التعليم العالي إلى وصف الآراء التي يُعبّر عنها الداعون إلى مقاطعة الدراسة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان على مواقع التواصل الاجتماعي، ب"الترهيب"، لافتا إلى أن أمهات وآباء الطلبة الذين يتحدثون عن هذا الموضوع يُخفون بدورهم وجوههم". وزاد قائلا: "نحن جميعا لدينا أقارب يدرسون في الجامعات، وعارفين اشْنو كايْن لْداخل، وهادشي خاصو يْحبس نهائيا". من جهة ثانية، قال ميراوي إن التكلفة المادية لتكوين كل طبيب في كليات الطب العمومية بالمغرب تصل إلى 100 مليون سنتيم، موجها انتقادا إلى الطلبة المقاطعين للدراسة في شكل سؤال استنكاري: "هل هذه هي المشاكل التي ينبغي أن تناقشها هذه النخبة التي لها قيمة كبيرة في البلاد؟". وفي الوقت الذي ما زال فيه غالبية طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان مقاطعين للدراسة وللامتحانات، اعتبر ميراوي أن الطلبة المقاطعين "يحطمون أنفسهم بأنفسهم"، بسبب توالي الإضرابات، لافتا إلى أن التكوين، في ظل هذه الإضرابات، "غادي وكيْنْقص". وبالرغم من أن الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي أكد، خلال الندوة الصحافية، أن الأطباء المغاربة مطلوبون في العالم، إلا أنه أفاد بأن وزراء من دول أوروبية أسرّوا له بأن خريجي كليات الطب بالمغرب "لم يعودوا كما كانوا"، في إشارة إلى ضعف تكوينهم، مضيفا: "أريد أن أقول لأمهات وآباء الطلبة باش وْلادهم يْجمعو راسْهم، لأنه لا يمكن أن نمضي في هذه الطريق". ميراوي وجّه انتقادات لاذعة إلى "أطباء المستقبل"، قائلا: "عندما يرفض الطالب إنجاز أطروحة، أو إنجاز التداريب التطبيقية، فهذا يعني أننا وصلنا إلى الحضيض، وعندما يرفض ما تم إقراره بخصوص عدد سنوات الدراسة، فإننا وصلنا إلى شيء غير معقول". وردا على اتهام الطلبة للوزارتيْن الوصيّتين على القطاع بإغلاق باب الحوار، قال ميراوي: "هذا كذب"، مضيفا: "الحوار ظل مستمرا، بل أكثر من هذا قامت الوزارة بتوجيه نداء إلى الطلبة للحوار ورفضوا تلبية الدعوة"، على حد تعبيره.