خيم الحديث عن الجفاف الذي تعرفه بلادنا على ندوة الإعلان عن الملتقى الدولي للفلاحة في نسخته 16 المزمع عقدها في الفترة من 22 إلى 28 أبريل المقبل، التي اختير لها موضوع "المناخ والفلاحة من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود". في هذا الإطار، قال محمد الصديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن "موضوع السنة هو موضوع مرتبط بالظرفية التي نعيشها ويعيشها العالم"، موردا أن الحديث عن الجفاف يخيم على عدد من البلدان، منها بلدان البحر الأبيض المتوسط، والجيران: إسبانيا وفرنسا والبرتغال. وقال الصديقي خلال ندوة صحافية، اليوم الأربعاء بمقر الوزارة، للإعلان عن تنظيم الملتقى: "عشنا ثلاث سنوات استثنائية تاريخيا بكل المقاييس... فالأزمة تضم عدة عوامل، ولكن أصعبها هو ندرة المياه نتيجة التطور الذي حصل في التغيرات المناخية". وذكر الوزير ب"الموقع الهش" الذي تقع فيه بلادنا، مستدركا بأن "الجديد أن هذه التغيرات جاءت بشكل سريع وعنيف، إذ كانت هناك سنوات عجاف، والأمطار والتساقطات التي عرفناها كانت كافية فقط للغطاء النباتي، ولكن غير كافية لملء السدود أو تقوية المياه الجوفية". على صعيد آخر، تحدث الصديقي عن أهمية مخطط المغرب الأخضر الذي "جعل من الملتقى موعدا سنويا شهد تطورا كبيرا، سواء في طريقة حكامة تنزيله وتدبيره أو في المحتوى وعدد العارضين والزوار". واعتبر الوزير أن المعرض الذي تستضيفه مدينة مكناس كل سنة، "لم يعد ملتقى وطنيا، بل موعدا عالميا يسجل من بين الملتقيات الكبرى للفلاحة على الصعيد الدولي، وملتقى للفلاحة الإفريقية، استقبل على مر السنوات وفودا رفيعة المستوى برئاسة وزراء الفلاحة بالقارة؛ فسنويا يحضر ما بين عشرين وخمسة وعشرين وزيرا إفريقيا". وتابع: "كما تعقد لقاءات حول التعاون الإفريقي في إطار التعاون جنوب-جنوب، الذي جعلت منه بلادنا تحت التوجيهات الملكية محورا استراتيجيا لسياستها الخارجية". ويأتي تنظيم الملتقى في ظل "أزمة مناخية غير مسبوقة، تتجلى من خلال درجات الحرارة المرتفعة وانخفاض التساقطات المطرية، مما يتسبب في نقصان حاد للموارد المائية وتدهور التربة، ويهدد الأمن الغذائي"، حسب أرضية الندوة. وتم اختيار موضوع الملتقى من أجل "التحسيس حول إشكالية التغير المناخي وتوفير برنامج لفائدة المؤسسات العاملة على تطوير التكنولوجيات والحلول الزراعية المناسبة والقادرة على الصمود بوضعها مباشرة رهن إشارة الفاعلين بالقطاع". من جانبه، تحدث محمد فكرات، المدير العام لمجموعة القرض الفلاحي رئيس مجلس إدارة جمعية المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، عن فترة الجفاف التي تشهدها البلاد، قائلا إن الأزمة "دفعت عددا من الفاعلين في القطاع الفلاحي إلى ترشيد عملهم، واليوم جميع المواد الفلاحية متوفرة بكميات كافية والاستغلالات الفلاحية تشتغل بشكل سلس". وتابع فكرات: "الملاحظ أنه رغم هذه الإكراهات هنالك استغلالات بأحجام مختلفة، والفلاحون نجحوا في الصمود والتعامل مع هذه الفترة، وهنالك من ابتكر لمواجهة الوضع". من جهته، قدم المدير الجهوي للفلاحة بجهة فاسمكناس مندوب الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب بالنيابة، كمال هيدان، معطيات بشأن نسخة الموسم الماضي من الملتقى، قائلا إنه شغل مساحة 18 هكتارا، من بينها 11 هكتارا مغطاة، واستقبل 923 ألف زائر وأكثر من 1400 عارض، مع تنظيم 41 محاضرة، وتوقيع 19 عقدة برنامج، بمشاركة 70 دولة، وبحضور 500 تعاونية فلاحية و200 من مربي الماشية. وأضاف هيدان أنه خلال هذه السنة، سيتم توسيع المساحة المخصصة بنسبة 13 بالمائة لتبلغ المساحة المغطاة 12 هكتارا. ومن المرتقب أن يعرف الملتقى مشاركة 70 دولة وحوالي 1500 عارض، وأن يفوق عدد الزوار 930 ألف زائر. يذكر أن إسبانيا هي ضيفة شرف دورة الملتقى المرتقبة. وفي هذا الصدد، أشاد مندوب وممثل سفير إسبانيا بالمغرب بالعلاقات الثنائية بين البلدين، قائلا إن "إسبانيا شاركت في جميع نسخ الملتقى، وسيزيد عدد المشاركين في نسخة هذه السنة".