يشهد الدور ثمن النهائي من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بدءا من السبت المقبل، مواجهتين من العيار الثقيل، الأولى بين السنغال حاملة اللقب وساحل العاج المضيفة الجريحة، والثانية بين الكاميرون حاملة اللقب خمس مرات ونيجيريا المتوجة في ثلاث مناسبات. بعد 12 يوماً من التشويق، أسدلت الستارة على دور المجموعات الذي أطاح بغانا حاملة اللقب أربع مرات، الجزائر المتوجة مرتين وتونس بطلة 2004، ما أدى أيضاً إلى إقالة مدربي المنتخبات الثلاثة. رغم البداية الصعبة للكاميرون، فقد حجزت بطاقة ثمن النهائي لتلاقي نيجيريا فيكتور أوسيمهن، أفضل لاعب في القارة، السبت في أبيدجان. ويتعرض مدرب الكاميرون، ريغوبير سونغ، لضغوط كبيرة من أجل قيادة "الأسود غير المروّضة" للقب سادس أول منذ 2017. قال مدافعها كريستوفر ووه، الذي اختير أفضل لاعب بعد الفوز على غامبيا 3-2 في الرمق الأخير، الثلاثاء: "كنا نعلم أنه ليس علينا الاستسلام، كان علينا أن نثبت أن لدينا القوة للمضي قدما وتعلمنا من أخطائنا". وفيما كانت السنغال الوحيدة التي تحصد العلامة الكاملة في دور المجموعات (9)، وقعت أمام ساحل العاج التي حالفها الحظ بالتأهل كأسوأ رابع منتخب يحتل المركز الثالث، وذلك بعد خسارتها القاسية أمام غينيا الاستوائية 0-4، ما أطاح بمدربها الفرنسي جان-لوي غاسيه. ستواجه "الفيلة" اختباراً صعباً أمام ساديو مانيه، لاعب النصر السعودي، ورفاقه، الإثنين، في ياموسوكرو. المغرب دون الركراكي تأهل المغرب، صاحب الإنجاز التاريخي في "مونديال 2022" عندما حل رابعاً في أفضل نتيجة لمنتخب إفريقي، بسلاسة، ليواجه جنوب إفريقيا العنيدة ومهاجمها بيرسي تاو (الأهلي المصري) في آخر مباريات ثمن النهائي في سان بيدرو. صحيح أن منتخب "أسود الأطلس" فرض نفسه أمام المنتخبات العالمية وكشر عن أنيابه في المونديال الأخير، إلا أن اللقب القاري لا يزال يعانده منذ أحرزه في المرة الوحيدة عام 1976. وتعرّضت تشكيلة أشرف حكيمي وحكيم زياش وياسين بونو لضربة معنوية مع إيقاف المدرب وليد الركراكي أربع مباريات، اثنتان منها مع وقف التنفيذ، بعد مشادة رافقت المواجهة مع الكونغو الديمقراطية. تحدّث لاعب وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي سفيان أمرابط بعد الفوز على زامبيا عن غياب الركراكي على دكة البدلاء، قائلا: "كان الأمر مفاجئًا. افتقدناه واشتقنا إليه. نأمل أن نراه في المباراة المقبلة". وعن مواجهة جنوب إفريقيا، قال: "نريد أن نصل إلى أبعد حد ممكن في هذه البطولة". وتابع: "بالنسبة لنا البطولة تبدأ الآن، ونعد الجمهور بالعودة بالبطولة". الاستوائية والأخضر بعد أن سرقت الأضواء في دور المجموعات وتقدّمت العملاقين النيجيري والعاجي، تتواجه غينيا الاستوائية مع غينيا، الأحد في أبيدجان، آملة في النسج على منوال مشاركاتها السابقة. صحيح أن "الرعد الوطني" لم يشارك سوى ثلاث مرات سابقاً، إلا أنه بلغ ربع النهائي على الأقل. يأمل أن يتابع إميليو نسوي شهيته التهديفية التي وضعته على رأس ترتيب الهدافين (5). وأصبح نسوي أول لاعب يسجل ثلاثية (هاتريك) في مباراة واحدة منذ المغربي سفيان علودي في 2008 خلال الفوز على غينيا بيساو 4-2. يعيش ابن الرابعة والثلاثين نسخة فائقة الروعة. وعد قبل بدء المنافسة، في تصريح لموقع الاتحاد الإفريقي، بتقديم أداء أفضل مما قدمه خلال ظهوره السابق: "شخصياً، كأس أمم إفريقيا الأخيرة لم تكن أفضل ما لدي. سأحاول إظهار أداء جيد للغاية في الميدان وسنحاول الفوز بجميع المباريات". وحقق منتخب الرأس الأخضر مشواراً رائعاً بتصدر مجموعة تضم منتخب مصر حامل اللقب سبع مرات وغانا الجريحة. يواجه منتخب "القروش الزرقاء"، الإثنين في أبيدجان، موريتانيا المنتشية بتأهلها الأول في ثالث مشاركاتها بعد فوزها اللافت على الجزائر. مصر دون صلاح بعد تأهلها بشق النفس بثلاثة تعادلات وخسارة نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح لإصابته في فخذه، تلعب مصر، صاحبة الرقم القياسي في عدد الألقاب، مع جمهورية الكونغو الديمقراطية يوم الأحد في سان بيدرو. وفي حال التأهل، يلاقي "الفراعنة" في ربع النهائي الفائز بين غينيا الاستوائية وغينيا. وإذ انهت مبارياتها الثلاث بالتعادل 2-2، قال لاعب وسط مصر الهجومي محمود حسن (تريزيغيه)، أفضل لاعب في التعادل مع الرأس الأخضر، الإثنين: "أدخل سنتي العاشرة مع المنتخب الوطني. بالنسبة لي، لا يوجد شيء فوق كرة القدم. إذا أراد الله ذلك، فإن جيلنا سيغادر بالكأس، لأننا نريد كتابة التاريخ". تابع لاعب مصر التي حلّت وصيفة للسنغال في النسخة الماضية ولم تحرز اللقب منذ 2010: "لقد قدمنا كل شيء لهذا التأهل، وذهبنا للحصول عليه بشجاعتنا. لدي زملاء رائعون في المنتخب. سنبدأ المرحلة الأكثر أهمية في هذه المنافسة، مباريات خروج المغلوب، مع الخبرة، سنواصل إلى النهاية، إن شاء الله". وفيما دخلت ناميبيا التاريخ، بعد التأهل إلى مرحلة خروج المغلوب لأول مرة منذ ظهورها الأول في عام 1998، ستواجه يوم السبت في بواكي أنغولا المتصدرة المفاجئة للمجموعة الرابعة. وستتمتع مالي بميزة اللعب في كورهوغو مجدداً، أمام بوركينا فاسو التي أنهت دور المجموعات بشكل مخيب للآمال، بعد خسارتها أمام أنغولا بهدفين.