كشف مصدر قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة أن اجتماع المكتب السياسي للحزب، الذي ترأسه أمينه العام عبد اللطيف وهبي، الخميس الماضي، شهد نقاشا حول ملف بارون المخدرات الدولي المعروف ب"إسكوبار الصحراء"، الذي أطاح بأسماء بارزة في التنظيم، على رأسها عبد النبي بعيوي وسعيد الناصيري، مؤكدا أن قيادة الحزب "مقتنعة بأن هناك جهات تستثمر الملف للنيل من الحزب". وقال المصدر، الذي تحدثت إليه جريدة هسبريس الإلكترونية والذي رفض الكشف عن اسمه، إن قياديين في حزب "الجرار" "يعتقدون أن بعض الأطراف والجهات السياسية وظفت بعض المنابر الإعلامية لاستهداف حزب الأصالة والمعاصرة"، معبرين عن رفضهم القاطع لربط الحزب بالملف الموجود أمام القضاء ومحاولة تصويره ك"راعٍ لهذه الجرائم والممارسات المنافية للقانون". وردا على سؤال الجهات والأطراف السياسية التي تشك فيها قيادة حزب الأصالة والمعاصرة بالوقوف وراء استهداف الحزب بسبب متابعة بعيوي والناصيري، أجاب مصدر هسبريس، الذي كان حاضرا في الاجتماع: "يمكن أن تكون من المعارضة أو الحلفاء"، من دون تقديم تفاصيل أكثر حول الموضوع الذي يشغل بال الرأي العام في الأيام الأخيرة. وأكد المصدر عينه أن الحزب يتجه إلى مقاضاة "منبر إعلامي واحد على الأقل، بالإضافة إلى دراسة ملف صحافي معروف يمكن أن تتم متابعته من طرف الحزب"، مشددة على أن وهبي "مصر على التصدي لكل من روّج اتهامات تسيء إلى الأصالة والمعاصرة وتصوره حاميا وراعيا للمخدرات"، ولفت إلى أن "ملف المنبر المذكور جاهز، وسيتم رفع القضية ضده". وسجل مصدر هسبريس أن متابعة المنابر الإعلامية أو الصحافيين الذين "تناولوا القضية وأقحموا الحزب في قضية "إسكوبار الصحراء" شهد تباينا في وجهات النظر داخل المكتب السياسي؛ فقد عارضه بعض القياديين قبل أن يتم تبنيه في الأخير، بعد تقديم الأمين العام بالحجة والدليل معطيات وجرد عن طريق عون قضائي تؤكد تورط هذا المنبر وتحامله على الحزب واستهدافه كمؤسسة"، وفق تعبير المصدر نفسه. وأشار المصدر عينه إلى أن الحزب يستعد لبدء حملة تواصلية للخروج والدفاع عن نفسه أمام الرأي العام، إزاء ما سماها "حملة استهدافه من طرف خصومه بسبب الملف الموجود أمام القضاء ولا علاقة مباشرة له من قريب أو بعيد"، لافتا إلى أن أعضاء المكتب السياسي "تفاجؤوا من القضية وذكر أسماء من الحزب فيها، متسائلا: "كيف لنا أن نعرف ذلك، وطالعنا باستغراب في الصحافة بأن بعيوي كان متابعا في قضية تتعلق بالمخدرات قبل سنوات في إسبانيا". وردا على سؤال حول مدى تأثر الحزب وصورته بهذا الملف، أكد المصدر أن الحزب "واعٍ بأن الملف وتداعياته ستكون لها تأثيرات عليه وعلى سمعته ومحاولة استثماره من طرف الخصوم والأعداء، وهذا لا يُنكره إلا أحمق"، واستدرك: "لكن نثق في قدرتنا على تجاوز الوضع والتصدي لكل الذين يريدون النيل من الحزب وسمعته".