ذكرت وسائل إعلام موريتانية أن 3 أشخاص قرب الحدود الشمالية لموريتانيا المحاذية للصحراء المغربية فارقوا الحياة إثر انفجار مجهول المصدر؛ فيما قالت وسائل إعلام من الجارة الجنوبية إن الهالكين "منقبون عن الذهب يحملون الجنسية الموريتانية". وفق وكالة الأخبار المستقلة الموريتانية، فإن "ثلاثة منقبين موريتانيين على الأقل قتلوا جراء القصف الذي تعرضت له السيارة التي كانوا يستقلونها"، مبينة أن "القصف تم خارج الأراضي الموريتانية". وحسب المصدر ذاته، فإن "السلطات الموريتانية حذرت، في مناسبات مختلفة، المنقبين من تجاوز حدود البلاد أو الخروج من المناطق المخصصة للتنقيب عن الذهب بالطرق التقليدية". واستغلت وسائل إعلام تابعة لجبهة "البوليساريو" الحادث لمحاولة بث "التوتر" في العلاقات الموريتانية المغربية التي تشهد حالة من التطور والتقدم الإيجابيين، خاصة على المستوى الاقتصادي. ويحرص المغرب على "صرامة كبيرة" في مراقبة الحدود مع موريتانيا، والتي تعرف إلى جانب مرور المنقبين عن الذهب تسلل أفراد جبهة "البوليساريو" إلى الأراضي المغربية والقيام بأعمال إرهابية. في هذا الصدد، قال رمضان مسعود، رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد، إن "مثل هاته الحوادث تظهر عدم اتخاذ بعض المنقبين عن الذهب في موريتانيا للإجراءات التي نبهت إليها السلطات هناك". وأورد مسعود لهسبريس أن "السلطات في موريتانيا أطلقت تحذيرات متعددة حول الموضوع، باعتبار أن الجيش المغربي يراقب بصرامة منطقة تعرف تسلل إرهابيي جبهة "البوليساريو"". وبيّن المتحدث ذاته أن "هاته الحوادث تستغلها جبهة "البوليساريو" من أجل التشويش على العلاقات المتميزة بين الرباط ونواكشوط. كما تستغل بشكل كبير المدنيين الموريتانيين من أجل إبقاء التوتر في مستويات عالية في المنطقة". وأبرز رئيس الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان بمدريد أن "الجبهة تستغل أي مؤشر لعدم الاستقرار في المنطقة، خاصة بين المغرب وموريتانيا، على الرغم من أنها هي نفسها العامل الأول لعدم الاستقرار"، لافتا بذلك إلى أن "قيادة الرابوني تشجع المدنيين الموريتانيين على علميات التنقيب عن الذهب في الأراضي المغربية، وتستخدمهم بذلك كدروع بشرية تحقيقا لأهدافها المكشوفة". وشدد المتحدث سالف الذكر على أن "تطور العلاقات بين المغرب وموريتانيا يقلق بشكل أولي الجزائر، الأخيرة التي كانت تراهن في زمن الرئيس السابق على الدخول إلى إفريقيا"، لافتا إلى أنه "حاليا، أي مؤشر للتقارب بين الرباط ونواكشوط فهو مقلق للغاية للقصر المرادية". من جانبه، سجل عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن "قضية المنقبين عن الذهب تثير الكثير من الارتباك الأمني والعسكري في منطقة حولتها جبهة "البوليساريو" بدعم جزائري إلى منطقة عسكرية مفتوحة بعد خرق الاتفاق العسكري رقم 1 والذي كانت تشرف عليها الأممالمتحدة". وأضاف الفاتحي أن "جبهة "البوليساريو" تستهدف المدنيين والعسكريين فيما وراء الجدار الرملي العازل بما أصبح يهدد الجميع؛ بمن فيهم مراقبو الأممالمتحدة والمنقبون عن الذهب والرعاة في المنطقة". وفسر مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية أن "للمملكة أكثر من مسوغ بالاستناد إلى مبادئ القانون الدولي، ولاسيما مبدأ الدفاع عن النفس في أن تتعامل مع أي أهداف في منطقة أعلنت أنها منطقة عسكرية". ولفت المتحدث لهسبريس إلى أن "الموريتانيين قد أخذوا علما، ولو خلال اجتماعات عسكرية منتظمة للمغرب مع الجانب الموريتاني ولاسيما فيما يخص ضبط الحدود بين البلدين لتجاوز مناورات الأحداث الواقعة بين المغرب وموريتانيا من أي حسابات عسكرية أو أمنية". وأجمل الفاتحي بالقول: "موريتانيا تعي غايات البوليساريو والجزائر باستعمال فتيل النزاع العسكري، وخلق أجواء التوتر في العلاقات المغربية الموريتانية بعد استراتيجية تنمية الواجهة الأطلسية وتمكين دول الساحل من الواجهة البحرية الأطلسية؛ وهو ما يشكل مزيد من عزلة الجبهة وصانعتها الجزائر".