أياما بعد أن اعتبرت الحكومة الموريتانية نفسها غير معنية بالعمليات الجوية التي ينفذها الجيش المغربي في المنطقة العازلة بالصحراء، رغم إقرارها بمقتل اثنين من مواطنيها في العملية الأخيرة، وجد مواطنون موريتانيون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع عناصر من جبهة "البوليساريو" والذين تسللوا إلى المنطقة ذاتها وأطلقوا النار عليهم عندما كانوا يقومون بعمليات تنقيب غير شرعية عن الذهب. وقال موقع "الصحراء ميديا" الموريتاني إن مجموعة من المنقبين الموريتانيين تعرضت يوم الأربعاء لإطلاق نار من طرف "دورية" تابعة لجبهة البوليساريو، ما أسفر عن إصابة اثنين من المنقبين، مضيفة أن الموريتانيين كانوا ينقبون عن الذهب خارج الحدود، وتحديدًا في منطقة "كليبات الفوله"، في المنطقة العازلة منزوعة السلاح. وقال ونقل الموقع نفسه عن "مصدر أمني موريتاني" قوله إن الأمر يتعلق بتسعة موريتانيين، كانوا على متن سيارتين رباعيتي الدفع، وقد وصلوا جميعهم إلى مدينة افديرك، وهم بحوزة وحدة الدرك الوطني، وأضاف أن واحدًا من المنقبين إصابته خطيرة فيما كانت إصابة المنقب الآخر طفيفة، مبرزا أن المنقبين تعرضوا لإطلاق النار، خلال مطاردة مع عناصر الجبهة إثر رفض المنقبين التوقف والامتثال لأوامرهم، كما أن مسلحي "البوليساريو" استولوا على معدات التنقيب التي كانت بحوزة المنقبين الموريتانيين. ورغم أن الأمر يتعلق بمنطقة عازلة لا يُفترض أن يتواجد فيها مسلحون من القوات المغربية ولا من ميليشيات "البوليساريو"، وفق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الأممالمتحدة سنة 1991، إلا أن عناصر الجبهة يقتحمون المنطقة مرارا قادمين من الحدود الجزائريين وهم يحملن أسلحة نارية، وكثيرا ما حاولوا الوصول إلى الجدار الأمني، غير أن القوات المغربية كانت تواجههم بعمليات ميدانية أغلبها عبر سلاح الجو. وكانت الجزائر قد حاولت توريط موريتانيا في القصف الذي قالت إن الجيش المغربي شنه ضد مجموعة من الشاحنات في 10 أبريل الجاري، غير أن الرد أتى من الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية بعدها ب3 أيام حين قال إن الحادث كان خارج الأراضي الموريتانية وأن موريتانيا ليست مستهدفة به، وأضاف أنه " لو كان هناك ما يستدعي إصدار بيان من وزارة الخارجية لأصدرته".