تتسارع جهود جزر الكناري من أجل تفعيل الربط البحري مع ميناء طرفاية المغربي، إذ مباشرة بعد انتهاء لقاء رئيس حكومتها، فرناندو كلافيخو، مع القنصل المغربية فتيحة كموري، بدأت أولى الاجتماعات الفعلية الثلاثاء 26 دجنبر. وشكل اجتماع مجموعة الأعمال مع وفد حكومي من إقليملاس بالماس، وهو أحد أبرز أقاليم جزر الكناري، فرصة للإعلان عن المجموعة المكلفة بتنشيط خط طرفاية-فويرتي بينتورا، وهي مجموعة "Newport y Hamilton". وستتكفل هاته المجموعة بإدارة الخط البحري، مع مهمة أولية هي إعادة تنشيطه، وذلك في أول مؤشر فعلي منذ جنوح سفينة لنقل الركاب بفعل سوء الأحوال الجوية في طرفاية سنة 2008، ما دفع السلطات المغربية للاحتجاج على مدريد بسبب التأثيرات البيئية المحتملة. ومنذ ذلك الحين بقي الخط البحري معلقا. ويأتي تسارع جهود جزر الكناري لإعادة الربط البحري مع المغرب في ظل تزايد أهمية الأخير ك"عامل إقليمي مؤثر" في الولوج إلى أسواق إفريقيا الغربية، وهو المعطى الذي لا تخفي حكومة الكناري رغبتها في الاستفادة منه. ومن المرتقب أيضا أن يعود الربط البحري بين المغرب وجزر الكناري بعوائد إيجابية على قطاع السياحة بالمناطق الجنوبية للمملكة، إذ تعد هاته الجزر من أهم الأسواق الإقليمية المصدرة للسياح نحو العالم، والجاذبة لها في الوقت نفسه. وكانت مراسلة رسمية وجهها وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، إلى حكومة الكناري، تعهد فيها بنية المغرب بشكل رسمي الدفع بإعادة الربط البحري بين طرفاية والجزر الإسبانية. في هذا الصدد قال خالد حمص، خبير اقتصادي، إن "الرباط البحري بين طرفاية وفويرتيبينتورا مناسبة جد قوية من أجل الرفع في المبادلات التجارية بين الجانبين، مع ما له من عوائد اقتصادية هامة، خاصة على مستوى توافد السياح نحو الأقاليم الجنوبية". وبين حمص لهسبريس أن "المؤشرات الاقتصادية التي تحققها المملكة المغربية في تعاملها مع الغرب الإفريقي تشجع بشكل كبير حكومة الكناري لكي تعيد الربط البحري". وأوضح الخبير الاقتصادي ذاته أن "العوائد الاقتصادية لن تقف عند مستوى الأرقام فقط، بل ستلعب دورا حاسما في تعزيز الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية". وأبرز المتحدث ذاته أن "الربط البحري بين المغرب والكناري سيساهم أيضا في تعزيز التنسيق الأمني بين الطرفين من أجل مجابهة تحديات الهجرة المتصاعدة في المنطقة". ومن جملة العوائد الأخرى التي فسرها حمص "تعزيز ولوج الصادرات المغربية نحو سوق الكناري الواعدة، التي تحتوي على سوق استهلاكية مهمة تشابه القارة الأوروبية". من جانبه سجل عبد الخالق التهامي، خبير اقتصادي، أن "تفعيل الخط البحري بين طرفاية والكناري ستكون له نتائج مهمة على المدى القصير، من خلال إنعاش المبادلات التجارية". وأورد التهامي لهسبريس أن "تعزيز هذا الخط أصبح واردا جدا، خاصة مع انتعاش العلاقات بين المغرب وإسبانيا، وأيضا رغبة الرباط في تعزيز نفوذها كمنطقة إستراتيجية في الضفة الأطلسية". ولفت الخبير الاقتصادي ذاته إلى أن "الخط من المرتقب أن يضاعف أعداد السياح الوافدين على الأقاليم الجنوبية للمغرب"، موردا أن "الكناري من الأسواق الواعدة في هذا المجال على المستوى العالمي". واستطرد المتحدث ذاته بأن "الإشكال الوحيد في هذا الربط هو عامل الهجرة، الذي يقتضي زيادة التنسيق الأمني موازاة مع إعادة تنشيط مرور السفن من كلا الجانبين".