يقول المثل المغربي العامي " الما ما يْرُوبْ والكَلْبَة ما تُوب" .. هذا تذكير لكل من راودته فكرة ولو في المنام أن عسكر الجزائر ودُماهم (جمع دمية) السياسية التي تدور في فلكهم وتُسَبّح بِحمدهم سيتخلصون من عقدة العداء المستحِكم للجار الغربي "المغرب" حُكّاما ومحكومين لا فرق في ذلك. ومن هذه الدمى المتحركة مُرشح العسكر الُمفضل السيء الذكر المدعو "تبون"، الذي تَربى على يد جنيرالات فرنسا الذين قادوا الجزائر ولايزالون إلى حافة الإفلاس والدمار الشامل، إنه أحد رموز نظام المخلوع بوتفليقة الذي علمهم قِيم النذالة والخسة ونكران الجميل، والفساد وسرقة المال العام وتبذيره على المرتزقة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية، ودعم الجماعات الإرهابية في ليبيا والنيجر ومالي وباقي دول الساحل.. سَيّء الذكر " تبون" هو نفسه الذي صرّح في وقت سابق أنه على المغرب تقديم الاعتذار للجزائر مقابل فتح الحدود، معتقدا أن المغرب كدولة في حاجة إلى الجزائر الدولة الغارقة في الديون والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع كل جيرانها شرقا وغربا وجنوبا، ناسياً او مُتناسبا أن مطلب فتح الحدود هو مطلب شعبي جماهيري من طرف الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، اللذان لا نحتاج |لى التذكير بحجم ونوع الروابط التي تجمعهما تاريخيا واجتماعيا. إن العقلية البائدة التي لا تزال تحكم الطّغمة العسكرية الحاكمة بالجزائر هي من أهم أسباب تخلف هذه الأخيرة، وهي أيضا سياسة مفضوحة ومكشوفة دأب النظام الديكتاتوري الشمولي على نهجها، لتحوير اهتمام الشعب وإلهائه عن مشاكله الداخلية وثَنْيِهِ عن المطالبة بحقه في الثروات الهائلة التي تزخر بها البلاد، وحقه في العيش الكريم والحرية المستحقة التي استرخص من أجلها الشهداء الأبرار أرواحهم الزكية.. إنها سياسة خلق الأعداء وتهويل الخطر الخارجي، التي تستند دائما على فكر المؤامرة.. تارة هذا الخطر مغربيا وتارة تونسيا وأخرى ليبيا.. لكن هيهات .. لم تَعُد هذه الأسطوانة المشروخة تَنْطلي على الشعب الجزائري الذي جسد رفضه القاطع لكل ما له علاقة بنظام العسكر وعصابة الحكم في حراك شعبي عَمّ كامل التراب الجزائري بحواضره وقُراه.. حراك لولا الجائحة اللعينة لا كان يزال مستمرا في الزمان والمكان، أو لكان قد أطاح بالعصابة المجرمة التي تجثم على صدر الشعب الجزائري المغلوب على أمره، ورفضا للمسرحية الهزلية المسماة زورا وبهتانا انتخابات، قاطعها معظم الشعب الجزائري الحر . مسرحية سيئة الاخراج والتمثيل تابع مشاهدها البئيسة كل العالم بسخرية واشمئزاز، مسرحية هزلية أضرت بصورة الجزائر كدولة لها مكانتها في القارة، ولطخت حكامها بالذل والعار والهوان .. !! أخيرا نقول: إن الشعوب مهما طال صمتها وصبرها، لابد أن سيكون لها أجل معلوم ستقول فيه كلمتها رغم كل أساليب القمع و ألاعيب التدجين والتضليل، والشعب الجزائري قد قال كلمته تأسيا بشعوب عربية أخرى في السودان والعراق ولبنان وتونس، كلمة مضمونها الرفض التام لكل رموز النظام منذ الانقلاب العسكري الغاشم لبوخروبة ومن معه.. كلمة لَخّصَها شعار الحراك الشعبي في عِبارة " يَتْنَحَّاوْ كَاعْ ".