انتشرت عبارة “يتنحّاو قاع” التي يرفعها ملايين الجزائريين في حراكهم الشعبي المطالب بتغيير النظام وإسقاط الوجوه السياسية القديمة، كالنار في الهشيم وصارت شعارا شهيرا للاحتجاجات المتواصلة في الجزائر، منذ 22 فبراير الماضي، بل أكثر من ذلك فقد تحولت هذه العبارة إلى “هاشتاغ” على شكل صور وتعليقات ورسومات كاريكاتورية تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي. وظهرت عبارة “يتنحاو قاع” في 11 من شهر مارس المنصرم، بعد رضوخ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لمطلب الشارع الجزائري، وإعلانه سحب ترشحه لولاية رئاسية خامسة، وتأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت كانت مقررة يوم 18 أبريل الجاري. ومنذ ذلك الحين سجلت العبارة حضورا قويا في مظاهرات الجزائريين ضد تمديد الولاية الرابعة وتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، لاسيما في مظاهرات الجمعة الرابعة والخامسة والسادسة للحراك الشعبي. وخلال مظاهرة الجمعة الأخيرة ليوم 29 مارس المنصرم، أصبحت لعبارة “يتنحاو قاع” حمولة سياسية وتحولت إلى رسالة شعب إلى الجهات المتحكمة في السلطة ببلد المليون شهيد، حيث أصبحت لازمة تنضاف إلى الشعارات الأخرى التي كتبت على اللافتات وصدحت بها حناجر المحتجين، وهذا ما تم رصده من طرف القنوات العالمية التي نقلت المسيرات المليونية للجزائريين، وركزت على لافتات عملاقة مكتوب عليها “الشعب يريد تفعيل المادة 2019 .. يتنحّاو قاع”. وتفاعل العديد من الكتاب والمبدعين الجزائريين مع عبارة “يتنحاو قاع”، فقد نشر الكاتب عبد الرزاق بوكبة، تغريدة قال فيها”خرج شطر من الشّعب فرحانا بالرّسالة الثّانية للرّئيس المترشّح، بغضّ النّظر عن كون ذلك مساندة لإجراء الرّئيس أم فرحا بالانتصار الأولي للحراك”، وأضاف “ثم تدارك الأمر بعد ساعة أو ساعتين، وانحاز لخيار الرّفض. وقد تمّ تلخيص الموقف الشّعبي في عبارة: يتنحّاو قاع”. أما الناقد السينمائي عبد الكريم قادري، فكتب عبر صفحته على موقع “فيسبوك” تدوينة قال فيها “الأشياء التي تأتي بتلقائية تخلّد وتبقى.. يوم الجمعة يتنحاو كاع”، بينما انتقد الكاتب بشير ضيف الله، على “فيسبوك”، التفاف الجزائريين حول شعار “يتنحاو قاع” بقوله: “فيه ما فيه من الشعبوية.. فلا تحملوا الوطن أكثر مما يحتمل” مشيرا إلى أن “رفض الكلّ يعني العودة إلى قانون الغاب أو إعلان حالة الطوارئ.