من جديد، عادت أصوات آلاف المغاربة الغاضبة من الحرب في قطاع غزة للمطالبة بإسقاط التطبيع بين الرباط وتل أبيب، وأديس العلم الإسرائيلي بالأقدام وأحرق بالنيران. مسيرة الرباط التي نظمت من طرف "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، تحت شعار "الشعب المغربي ينادي بصوت واحد: أوقفوا حرب الإبادة، أوقفوا التطبيع"، تأتي بمناسبة الذكرى الثالثة لتوقيع اتفاقية عودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل في 22 دجنبر 2020، وعرفت ترديد شعارات غاضبة من استمرار العلاقات بين الرباط وتل أبيب، على غرار "لا لا للتطبيع"، "هذا عار هذا عار..الصهيوني وسط الدار". وعرفت المسيرة حضور قيادات يسارية، من بينها الأمين العام الجديد للحزب الاشتراكي الموحد جمال العسري، وقيادات إسلامية بجماعة العدل والإحسان، ومناضلون نقابيون، وأطباء مغاربة، ومختلف الفئات المجتمعية الأخرى، أبرزهم الأطفال. جمال العسري، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، قال إن "الأخير كان وما يزال مدافعا عن قضية فلسطين مهما تغيرت القيادات والمكاتب السياسية أو المجالس الوطنية". وأضاف العسري، في تصريح لهسبريس، أن "قضية فلسطين ليست قضية الاشتراكي الموحد فقط، بل هي ملف في وجدان كل المغاربة قاطبة، ونحن سنواصل الدفاع عن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مع عودة كافة اللاجئين، وإطلاق كل الأسرى". وشدد القيادي اليساري ذاته على أن "الحزب مستمر في رفض معاهدة التطبيع التي تمر 3 سنوات على توقيعها بين الرباط وتل أبيب، وذلك باعتبارها غير قانونية ولا دستورية، بحيث لم يتم إشراك ممثلي الأمة والشعب المغربي في البرلمان في مناقشتها كما هو الحال لدى باقي الاتفاقيات الموقعة". وأكد المتحدث أن "اتفاقية التطبيع منذ توقيعها، أعلن بعدها الاشتراكي الموحد من خلال مجموعة من البيانات من طرف القيادة السابقة والحالية، أنها خارج سياق رغبة الشعب المغربي، وطالبنا وما نزال بضرورة إلغائها". "سنواصل رفع شعار: لا للتطبيع، لا لمكتب الاتصال الصهيوني بالرباط، ولا لأي ممثل مهما كان لهذا الكيان، الذي لا يشرفنا وجوده وأن نضع يدنا في يد مجرم غاشم ملطخة بدماء الأبرياء"، يورد العسري. وحول مسألة إمكانية وجود صوت رسمي يلبي هاته المطالب، قال الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد: "لدينا إيمان بأن أي ضغط شعبي سيجبر الحكام على تغيير مواقفهم، وأكبر دليل على ذلك هو 20 فبراير، لذا فنحن سننتصر في مطلبنا بوقف العلاقات مع إسرائيل". أبو الشتاء مساعف، عضو السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، قال إن "الجديد الذي جاءت به مسيرة اليوم، هو إبداء صوت مغربي موحد في ذكرى تطبيع العلاقات مع إسرائيل بأن هذا المسلسل حان وقفه اليوم". واعتبر مساعف، في تصريح لهسبريس، أن "العرائض التي تم توقيعها في المسيرة السابقة مستمرة في جمع التوقيعات، وعند الوصول إلى العدد المطلوب، سيتم تقديمها بشكل رسمي". وشدد المتحدث ذاته على أن "المسيرة هي تنديد مستمر بالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني وسط صمت واضح للمنتظم الدولي الذي يواصل غض البصر في مشهد مشؤوم، فيما تواصل المقاومة الشامخة عملياتها البطولية". ومضى شارحا: "الشعب المغربي اليوم يواصل إظهار وقوفه المستمر وغير المنقطع مع القضية الفلسطينية، وأيضا لإيصال صوته الواضح بضرورة إيقاف العلاقات مع تل أبيب في أقرب وقت ممكن". وكشف مساعف أن "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ستشتغل على مبادرات جديدة من أجل الترافع على تنزيل قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني". محمد الحمداوي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لجماعة العدل والإحسان، صرح لهسبريس بأن "خروج الشعب المغربي اليوم هو رسالة متواصلة للجميع بأن وقوفه مع فلسطين مستمر حتى آخر رمق". وبين الحمداوي أن "أصوات المغاربة تواصل التنديد بالجرائم الكبيرة التي يمارسها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة". ولفت القيادي في جماعة العدل والإحسان إلى أن "مسيرة اليوم هي أيضا رسالة إلى النظام المغربي بضرورة وقف العلاقات مع تل أبيب، التي تحل الذكرى الثالثة لتوقيعها"، موردا أن "النظام بحاجة لسماع صوت المغاربة".