كشف عنها خلال احتفالات الكدش بفاتح ماي2009 "" اختارت الكونفدرالية الديموقراطية للشغل شعار" القدس تنادينا.. فقليلا من الغضب يا أمة العرب" للاحتفال بعيد الطبقة العاملة فاتح ماي 2009. ويتضح من ذلك، كما يبرز ملصق الاحتفال بشكل لا يدع مجالا للشك، أن الأموي الكاتب العام للكدش قد ولى ظهره لنضالات المأجورين المغاربة، خاصة المنخرطين في مركزيته النقابية والنقابات القطاعية التابعة لها. وأم وجهه شطر القدسالمحتلة بعيدا عن المغرب بآلاف الكيلومترات، وبعيدا عن قضايا الطبقة العاملة المغربية في الزمان والمكان. وقد خاض أتباعه يوم فاتح ماي 2009 في الرباط والدار البيضاء وباقي المدن المغربية الصراع ضد إسرائيل، وليس ضد الباطرونا والحكومة المغربية اللتان تستكثران على الأجراء مطالبهم الخبزية، رافضتين بما يشبه القطع الزيادة في الحد الأدنى للأجور والاستجابة للمطالب الملحة والضرورية لضمان مستوى عيش عاد وليس كريم، وحياة مستورة كما ينشد معظم المغاربة. وإذ نسجل هذه الملاحظة، ونقف عند هذا الموقف الكدشي، فهذا لا يعني أننا ضد حق الشعب الفلسطيني في التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار الإسرائيلي، إنما المناسبة ليست لتحرير القدسالمحتلة، بل هي مناسبة لتحرير الطبقة العاملة بالأساس من ربقة الاستغلال الرأسمالي على الصعيد الوطني أولا والإقليمي ثانيا فالعالمي ثالثا. وبدل أن يرفع الأموي وأتباعه مشعل الطبقة العاملة المغربية في صراعها المرير ضد الباطرونا والحكومة، رفع "حذاء منتظر الزيدي" في وجه إسرائيل، ودعا أمة العرب إلى القليل من الغضب! . بينما زم فمه عن واقع أتباعه وكافة المأجورين في المقاولات التي لا تريد الاعتراف بنقابته كشريك في الحوار الاجتماعي. فقد رفضت الباطرونا الجلوس إلى طاولة هذا الحوار منذ الإعلان عما تطلق عليه النقابات "مأسسة الحوار الاجتماعي" الذي انطلقت جولاته شهر أكتوبر من السنة الفارطة. مهتمون بالشأن النقابي والعمالي في المغرب رأوا في ذلك هروبا من مستنقع مشاكل الطبقة العاملة، وهروبا من المواجهة مع الزملاء في الحرفة، خاصة بعد تورط الأموي في الدفاع الشرس عن رموز الفساد، وفي مقدمتهم الرئيس السابق المقال للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، من خلال الرسائل التي وجهها لوزراء في الحكومة يدافع فيها عن قرارات محماد الفراع وسلوكاته وممارساته اللاقانونية التي كشفت عنها تقارير المصالح المختصة بوزارتي المالية والتشغيل. وقد حاول الأموي في أكثر من مناسبة الضغط على الحكومة، خلال جلسات الحوار الاجتماعي، باستغلال قضايا الطبقة العاملة والمساومة بها لصالح الفراع الذي خلع مؤخرا مظلة الكدش واندس تحت مظلة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، النقابة الموالية لعباس الفاسي الذي يبدو أن شباط كاتبها العام قد تحكم فيه كما تحكم في زمام النقابة، وجعل منها ضيعة خاصة به، كما صرح لوسائل إعلام مكتوبة. ولا يبقى لنا وللطبقة العاملة، وخاصة أتباع الأموي، إلا أن ننتظر إعلان الأموي عن تلبية نداء القدس، وارتداء جلباب أو سلهام صلاح الدين الأيوبي، دون سيفه طبعا. ويعلن الجهاد من مقر إقامته بالشاوية، تاركا خلفه العمال والعاملات إلى الهاوية.. وكل عام والكدش غاضبة من الاحتلال الإسرائيلي للقدس، لامبالية بمشاكل الطبقة العاملة، مدافعة عن الفساد والمفسدين. مع كامل احترامنا وتقديرنا واعترافنا للمناضلين الذين ناهضوا ويناهضون الفساد والمفسدين، ويدافعون عن الطبقة العاملة من داخل هياكل وتنظيمات الكدش.