بشراكة مع السفارة الإسبانية بالمغرب وصندوق الأممالمتحدة للسكان، أشرف محمد مهدي بنسعيد، وزير الثقافة والتواصل والشباب، اليوم الخميس في الرباط، على إطلاق برنامج "Girls Impact Bonds" الذي يهدف إلى تمكين الشابات المغربيات في وضعية هشة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز معرفتهن بحقوقهن وتقوية مهاراتهن الفردية والمهنية. ويستهدف هذا البرنامج الجديد، الذي يمتد على مدار سنتين كاملتين ابتداء من شهر أبريل من العام القادم، في مرحلته الأولية؛ الشابات المغربيات المنحدرات من جهتي الشرق وسوس ماسة، اللتين تم اختيارهما لانطلاق هذا البرنامج بناء على مؤشرات دقيقة تتعلق بوضعية الفتيات في هذين المجالين الجغرافيين، وذلك في أفق تعميمه على باقي جهات المملكة. محمد مهدي بنسعيد، وزير الثقافة والتواصل والشباب، قال في كلمة له بهذه المناسبة إن "موضوع تعزيز قدرات الشباب وتمكينهم وإدماجهم اقتصاديا واجتماعيا، خاصة الفتيات منهم، يحظى بأهمية كبيرة في الإستراتيجيات الحكومية والقطاعية الموجهة للشباب، من خلال عدد من البرامج التي تستهدف هذه الفئة من المجتمع المغربي"، مشيدا في الوقت ذاته بهذا البرنامج الذي كان ثمرة للتعاون والشراكة مع السفارة الإسبانية وصندوق الأممالمتحدة للسكان، ومسجلا أن "مثل هذه الشراكات من شأنها أن تزرع الأمل في الشباب والشابات لتجاوز الصعوبات التي تواجههم، وبالتالي إدماجهم في سوق الشغل". من جهته، أود ريكاردو رودريغيز، سفير المملكة الإسبانية بالمغرب، أن "تأهيل الشابات بدون شغل ولا تعليم ولا تكوين يُعتبر من ضمن الملفات التي تشغل بال مختلف دول العالم، والمغرب وإسبانيا ليسا استثناء في هذا الإطار"، موضحا أن "هذا البرنامج الذي يهدف إلى الإدماج الاقتصادي للفتيات في هذه الوضعية يستهدف في مرحلة أولى حوالي 3000 فتاة، بمساهمة عدد من المؤسسات ومراكز البحث"، ولافتا إلى أن "إسبانيا ستساهم في هذا المشروع بحوالي 7 ملايين درهم من خلال الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي"، وزاد: "نريد من خلال هذه الشراكة أن نقدم نموذجا للتعاون في هذا المجال للعالم ولمنطقتنا". وأضاف الدبلوماسي الإسباني ذاته أن "المغرب شريك نموذجي وأساسي بالنسبة لإسبانيا في عدد من الملفات، بما فيها التمكين الاقتصادي للشباب والشابات وتحقيق المساواة بين الجنسين"، مشيرا إلى أن "المملكة المغربية وضعت مجموعة من الإستراتيجيات والبرامج في هذا الإطار، حيث يحظى هذا الموضوع بأهمية كبيرة لدى جلالة الملك محمد السادس". من جهتها، قالت كنزة أبو رمان، مديرة الشباب بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، إن "الفتيات في وضعية هشة بدون تعليم ولا شغل يشكلن حوالي 75 في المائة من الشباب المغربي الذي يوجد في هذه الوضعية، ويصل إلى أكثر من أربعة ملايين شاب وشابة". وأضافت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن "البرنامج ينقسم إلى مجموعة من المحاور، يهم المحور الأول إنشاء دينامية بين مختلف المتدخلين القطاعيين بما يخدم السياسة العمومية الموجهة للفتيات في هذه الوضعية؛ فيما يهم المحور الثاني تنمية قدرات الفتاة وحسها المقاولاتي من خلال مجموعة من التكوينات، في حين يستهدف المحور الثالث خلق باقة من الخدمات للفتاة بالموازاة مع مشروع 'جواز الشباب' الذي يُمكن هذه الفئة من الاستفادة من مجموعة من الخدمات".