تشارك المخرجة الفرنسية الفلسطينية لينا السوالم بفيلمها الوثائقي "باي باي طبريا" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العشرين، التي انطلقت الجمعة الماضية بالمدينة الحمراء. وخلال عرض الفيلم بقاعة الوزراء التابعة لقصر المؤتمرات، أمس السبت، اعتلت المخرجة لينا السوالم ووالدتها هيام عباس الخشبة لتقديم فيلمهما الوثائقي، حيث عبرت هذه الأخيرة عن سعادتها البالغة وتأثرها بأول عرض للشريط في المنطقة، مضيفة أن قلبها حزين وهو يشاهد ما يحدث مع الأطفال والأبرياء الفلسطينيين بقطاع غزة. وتابعت هيام عباس أن "الفلسطينيين لم يقفوا أبدًا على عتبة الإنسانية، ففي بعض الأحيان يتم استبعادهم؛ لكن هذا لا يحدث دائمًا لأنهم يعرفون منذ سنوات أن الإنسانية تخضع لشروط وأحيانا يتحدون هذا التوجه عندما يقررون الصمت ويختبئون.. وهنا يكمن التناقض في الحضور دون التمكن من الحديث عن سبب وجودهم". من جهتها، قالت مخرجة العمل إن فيلمها الوثائقي عبارة عن قصة تنقلها النساء وهي ليست مجرد انتقال من امرأة إلى أخرى، من أم إلى ابنتها، أو من ابنة إلى أمها؛ ولكنها تعكس تاريخ شعب محروم من هويته، مضيفة أنه يدور حول شعب وحقوقه، ومن خلال هذا الفيلم الوثائقي اتبعت المسار نفسه الذي سلكته عائلتها لمحاربة كل محاولات محوه وفي الوقت الذي يشعرون فيه بالتجاهل والوصم أكثر من أي وقت مضى، وفي الوقت الذي يتساءلون فيه كيف سيكون شكل العالم في المستقبل، ستبقى أفلامهم تذكرهم بإنسانيتهم. وحاولت لينا سوالم في هذا الفيلم استعادة قصة والدتها الممثلة الفلسطينية هيام عباس وعائلتها، والذكريات التي عاشتها في طبريا خلال طفولتها، وبشكل أكثر تحديدًا في مسقط رأس والدتها في الجليل قبل مغادرتها في أوائل العشرينيات من عمرها لتحقيق حلمها في أن تصبح ممثلة في أوروبا، تاركة وراءها عائلتها لتعود بعد ثلاثين عامًا مع ابنتها لينا إلى القرية وتتساءل هذه الأخيرة لأول مرة عن خيارات والدتها الجريئة، والمنفى الذي اختارته، والطريقة التي أثرت بها النساء في عائلتهن على حياتهن. ويعد وثائقي "باي باي طبريا" نسجا حقيقيا لصور الحاضر والأرشيف العائلي والتاريخي، ويقدم رحلة عبر أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الجريئات اللاتي يحافظن على ذاكرتهن الحميمة والجماعية على الرغم من المنفى والحرمان والحسرة. وبعد نهاية الشريط، تعالت أصوات وهتافات الجمهور الحاضر داخل القاعة بشعارات التضامن والمناصرة للقضية الفلسطينية؛ من قبيل "فلسطين حرة"، و"عاشت فلسطين".