يخيم، صباح الجمعة، هدوء في المنطقة الحدودية في جنوبلبنان منذ بدء سريان اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، وفق ما أفادت الوكالة الرسمية ومصور لوكالة فرانس برس. وفي قطاع غزة المحاصر، دخلت، عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش)، هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام حيز التنفيذ سيتخللها الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل. وتأتي الهدنة، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدةالأمريكية، بعد 49 يوما من اندلاع الحرب بعدما شنت "حماس" في السابع من شهر أكتوبر المنصرم هجوما غير مسبوق على إسرائيل التي ردت بقصف مدمر وعملية برية في قطاع غزة المحاصر. وفي لبنان، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أنه "يسود الهدوء الحذر الحدود الجنوبية، مع بدء سريان الهدنة الإنسانية في غزة عند السابعة صباحا". وأفاد مصور لوكالة فرانس برس في منطقة مرجعيون في جنوب شرق لبنان عن سماع تبادل إطلاق قذائف قبل عشر دقائق فقط من بدء الهدنة، مشيرا إلى أنه منذ الساعة السابعة صباحا يسود هدوء تام في المنطقة. وفي منطقة علما الشعب في جنوب غرب لبنان، أفاد أحد السكان وكالة فرانس برس عن "هدوء، وغياب الطيران الإسرائيلي عن الأجواء وحتى طائرات التجسس، ولا قصف من الجهتين". ولم يصدر أيّ تصريح رسمي من حزب الله، الذي لطالما أكد أن عملياته العسكرية تأتي في إطار "دعم ومساندة" "حماس" في غزة. ومنذ هجوم "حماس"، ينفذ حزب الله عمليات يومية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعا ذلك في إطار دعم قطاع غزة و"تأييدا لمقاومته". وترد إسرائيل بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بنية تحتية تابعة لحزب الله. وينضوي حزب الله مع "حماس" وفصائل فلسطينية وعراقية ويمنية ضمن ما يُعرف ب"محور المقاومة" بقيادة إيران. وأسفر التصعيد في جنوبلبنان عن مقتل 109 أشخاص معظمهم مقاتلون في صفوف حزب الله، و14 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة صحافيين، حسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس. وأفادت السلطات الإسرائيلية عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم ثلاثة مدنيين. ويأتي الهدوء في جنوبلبنان غداة تكثيف حزب الله لاستهدافاته لمواقع إسرائيلية على وقع إعلانه مقتل سبعة من مقاتليه. وقد أعلن، في بيانات منفصلة، عن 22 عملية عسكرية بأسلحة مختلفة؛ بينها إطلاق 48 صاروخ "كاتيوشا" على قاعدة عسكرية قرب مدينة صفد الشمالية، في أكبر عملية إطلاق للصواريخ من لبنان منذ بدء التصعيد.