هل تكفي دموع أحمد منصور... فيبكي حتى صحافيونا وهم يقدمون برامج شبيهة لتنجح "" تواصلت حلقات برنامج "شاهد على العصر" الذي استضاف الضابط أحمد المرزوقي، أحد الناجين من جحيم سجن تازمامارت مع الحلقة التاسعة والأخيرة من "شهادات على العصر" الذي يقدمه الصحافي المعروف أحمد منصور على قناة الجزيرة.. في الأجزاء الأخيرة من "شاهد على العصر" لم يتمالك أحمد منصور نفسه وهو يستمع إلى ضيفه وأجهش بالبكاء في كثير من المرات، وهو يستمع إلى حكايات مرصعة بالدم والآلام والمهانة، يرويها أحمد المرزوقي السجين الذي نجا من أهوال سجن تازمامارت الرهيب. مع موعد بث قناة الجزيرة لكل حلقة جديدة من "شاهد على العصر"، من الأجزاء المخصصة لشهادات واعترافات الضابط احمد المرزوقي التي يحكي فيها عن تفاصيل انقلاب الصخيرات الفاشل، وكذلك الشأن مع الإعادة تتوقف عقارب الساعة، ويتسمر المئات بل الآلاف من المشاهدين المغاربة والمشاهدين في الوطن العربي أمام شاشة التلفزيون، وليس أمام أية شاشة.. الكل يولي وجهه صوب شاشة قناة الجزيرة لمتابعة ما سيبوح به واحد من الناجين من جحيم سجن تازمامارت الذي كان. بفضل برنامج مثل برنامج "شاهد على العصر" الذي تسبقه شهرته وشهرة مقدمه وشهرة الشخصيات التي يستضيفها عبر حلقاته، في الأجزاء التي أدلى فيها المرزوقي بشهاداته في "شاهد على العصر"، وهو برنامج إخباري استيعادي، بجزئيات وتفاصيل دقيقة تتناول أحداثا ووقائع تاريخية مفصلية في الحياة السياسية والاجتماعية لمغرب بداية السبعينيات، و تعكس الاحتقان السياسي الذي ميز تلك المرحلة. لكننا عندما نعرف أن عملية التصوير مع ضيف البرنامج، الضابط أحمد المرزوقي استغرقت ثلاثة أشهر، كان خلالها الصحافي أحمد منصور يعي بمهنية واحترافية عالية، أنه يشتغل على مادة قوية وصادمة، وعليه أن يضبط إيقاع استرسال ضيفه في الحكي عبر أجزاء وحلقات مشوقة، وصلت تسع أجزاء من "شاهد على العصر". بعملية حسابية، ترى كم تابع قناة الجزيرة من المشاهدين في فترة البث الأول وإعادة البث، للأجزاء التسعة من شهادات الضابط أحمد المرزوقي في برنامج "شاهد على العصر"؟؟ هل تستطيع مؤسسة "ماروكميتري" لقياس نسبة المشاهدة التي تتحفنا كل شهر بنسب مشاهدة قنوات لا يشاهدها أحد، أن تقيس لنا نسب مشاهدة قناة الجزيرة فقط خلال مدة بث برنامج "شهادات على العصر" الخاص بحلقات أحمد المرزوقي؟؟ على الأقل نعرف حجم الفرق بين ما يقدم هناك وما تجبرنا هنا قنوات متجمدة على متابعته "بزز"، ومع ذلك يتشدقون ينتقدون ويهاجمون... كثير من المواعيد التلفزية والبرامج عندنا، في مغرب قنوات القطب العمومي المتكلس، تحاول جاهدة أن تقلد برنامج "شاهد على العصر"، وأن تسير على منوال مقدمه أحمد منصور، لكن سرعان ما يفشل أصحابها فشلا ذريعا، فيصيبهم ما أصاب الغراب الذي أراد تقليد مشية الحمامة فأتلف مشيته. هل تكفي دموع أحمد منصور... فيبكي حتى صحافيونا وهم يقدمون برامج شبيهة لتنجح..؟؟ * صحفي/ بمجلة كنال التلفزيونية