خيمت الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية والهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة على أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الخامس للحزب الاشتراكي الموحد، المنظم بمدينة بوزنيقة. وعرفت القاعة المخصصة للمؤتمر بمدينة بوزنيقة، عشية اليوم الجمعة، ترديد شعارات مساندة لفلسطين ومناهضة للتطبيع من طرف المؤتمرين والحاضرين، من قبيل "الرجعية تساوم.. فلسطين تقاوم"، "الشعب يريد إسقاط التطبيع"، "اطلع برا يا حقير.. لا سفارة لا سفير". وقالت قيادة الحزب في كلمتها: "كانت تسمى فلسطين، صارت تسمى فلسطين، وستبقى تسمى فلسطين، لذلك قررنا أن تكون الكلمة الوحيدة في هذه الجلسة الافتتاحية هي كلمة فلسطين". وأوضح سيون أسيدون، نائب منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في كلمة له بالمؤتمر، أن الحزب الاشتراكي الموحد من مؤسسي الجبهة ومن المكونات التي بقيت تدعم القضية. وعرج أسيدون على ما يجري في فلسطين من اعتداء إسرائيلي، مؤكدا أنه "سيكون درسا لمن انزلق للتطبيع"؛ وبعدما أشار إلى أن هناك مخططا لتصفية القضية الفلسطينية وإبادة الشعب الفلسطيني، سجل أن "المقاومة الفلسطينية أكدت أن الكيان الصهيوني أهون من بيت العنكبوت". وشدد المتحدث ذاته على أن "المسيرات التي نظمتها القوى المغربية بعثت من خلالها رسائل مفادها أن الشعب المغربي مازال وسيبقى مؤمنا بعدالة القضية الفلسطينية، ومشروعية بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، وتابع بأن الرسالة أيضا من هذه المسيرات هي أن "المغاربة ضد أن يضع النظام الرسمي يده في يد الاحتلال الصهيوني الملطخة يداه بالدماء، لذلك فإن الدولة مطالبة بالاعتذار وإلغاء كل اتفاقيات التطبيع والإغلاق التام والنهائي لمكتب الاتصال". عبد الحفيظ السريتي، نائب منسق مجموعة العمل من أجل فلسطين، انتقد بدوره الدول العربية "وصمتها عن عمليات القتل الممارسة في حق الفلسطينيين أطفالا ونساء وشيوخا داخل المستشفيات التي تعتبر مواقع آمنة في القانون الدولي"، وأورد في كلمته الموجهة للسلطات المغربية: "الشعب المغربي قال كلمته وعليكم طرد الجواسيس وإسقاط التطبيع". ودعا المتحدث نفسه الأنظمة العربية إلى "ضرورة الإسراع في تصحيح الأخطاء القاتلة، والعمل على دعم هذا الشعب بالطعام والدواء". من جهتها، طالبت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، الدولة بوقف التطبيع وإلغاء الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل، وشددت في كلمتها على أن "التطبيع يضعف القضية الفلسطينية ويشكل خطرا على شعبنا وأوطاننا ويعرقل تنميتنا ولن يفيدنا في استكمال وحدتنا الترابية". وحذرت منيب المطبعين من "خطورة التطبيع التربوي والثقافي الذي يساهم في تطويع الأجيال القادمة للخضوع والاستسلام"، ولفتت إلى أن "الخضوع لا يزيد إلا خنوعا وضعفا"، وإلى أن "الدول العربية أمامها فرصة لتمنيع نفسها بالديمقراطية، وأن تستعد لحماية أرضها وخيراتها بدءا بإلغاء اتفاقيات التطبيع".