من بين 180 دولة مشارِكة في نسخة ثالثة وأربعين ل"جيتكس" ليست كسابقاتها لا يمكن لعُيون مرتادي وزوّار المعرض بمركز دبي التجاري العالمي أن تخطئ الجناح المغربي، رغم شساعة مساحات تحتلها فضاءات ضخمة لعرض وشرح مستجدات التقنيات والرقميات. وغيْرَ بعيد عن جناح خُصّص لترويج وتسويق معرض "GITEX" في نسخته الإفريقية الثانية المرتَقبة شهر ماي من عام 2024، تُطالع زائر "جيتكس دبي" العلامةُ الوطنية للاستثمار والتصدير "موروكو ناوْ Morocco NOW" (المغرب الآن)، الهادفة إلى إبراز وتعزيز دور ومكانة المغرب بوصفه قطباً تنموياً صاعداً في القارة الإفريقية. مكتب للاستقبال تتوسطه موائد وكراسٍ معدّة لعقد اجتماعات أعمال وبحث شراكات. الجناح المغربي، الذي زارته جريدة هسبريس معايِنةً حضوراً وإقبالاً متنوعاً، من قِبل بعض رواد الأعمال الآسيويين على الخصوص، ضمّ (في نسخة هذا العام) 16 عارضاً يمثلون شركات/مقاولات رقمية تندرج كلها تحت عضوية فدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وترحيل الخدمات (APEBI). هذا فضلا عن الحضور المغربي الرسمي في هذا المحفل التكنولوجي الكبير، مُمثَّلاً في الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، التي شاركت، خلال الثلاثاء 17 أكتوبر، في ورشتيْن/جلستيْن؛ الأولى في إطار قادة إفريقيا ("سوبربْريدج ساميت" بمتحف المستقبل)، والثانية تندرج ضمن حوار وزاري (ضمن فعاليات "جيتكس غلوبال مانستيج"). "الدبلوماسية التكنولوجية" عن مشاركة وأنشطة الجناح المغربي ب"جيتكس دبي" لهذا العام، قال رضوان الحلوي، رئيس فيدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وترحيل الخدمات، إن هذه المشاركة "تعبير عن الالتزام الراسخ للفاعلين في هذا القطاع الرقمي الواعد بهذا الشعار (أيْ ماركة المغرب الآن)". الحلوي حدَّد وعدّد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش فعاليات المعرض التكنولوجي الأضخم على الإطلاق، أهداف المشاركة المغربية، التي تأتي بحسبه "ترصيداً لمشاركات سابقة فاقَ عددُها العشرين"، في "جذب المستثمرين المحتملين إلى المملكة ذات الإمكانيات الزاخرة"، و"تعزيز مكانة العرض التكنولوجي المغربي Morocco Tech"، مع "تطوير قدرة البلاد التنافسية أمام بعض البلدان في إفريقيا والشرق الأوسط التي تقدم عروضاً تنافسية بشكل متزايد؛ لاسيما في مجال المهارات والحلول الرقمية". واعتبر المتحدث أن "هذه المشاركة التي تحظى –كعادتها- بدعم من الوكالة المغربية لتنمية الصادرات AMDIE، نظرا لمهمتها الرئيسية المتمثلة في تطوير تصدير العرض التكنولوجي المغربي"، تهدف إلى "ترصيد جهود العلامة التجارية 'المغرب الآن'، ودعم 'هوية تسويقية' للخبرة في العروض التكنولوجية للمغرب"، موردا أن "بلادنا نجحت في ترسيخ نفسها على الساحة الدولية من خلال تأثيرها العالمي (بلد مضيف لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال). وكيْ يصيرَ المغرب، فعليا، "قاطرة الدول الإفريقية" في المجال الرقمي، يضيف الحلوي، عليه المرور حتماً إلى لعب دور "سفير تكنولوجي" من خلال اعتماد إستراتيجية "الدبلوماسية التكنولوجية" القائمة على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ومضى شارحا: "لأن اتخاذ أي خيار تكنولوجي في حد ذاته يعدّ أيضا خياراً سياسيا واقتصاديا لأي بلد، وهو ما حاولنا أن يعكسه شعارنا الجديد: 'الفدرالية تنطلق نحو الشمولية' (Global Goes APEBI)". "فرصة للتسويق والشراكات" العارضون الأعضاء في فدرالية تكنولوجيا المعلومات وترحيل الخدمات، حسب رئيسها، يضعون نصب أعينهم حين حضورهم إلى "جيتكس" غايات أبرزها "البحث عن أسواق جديدة لإطلاق منتجاتهم وخدماتهم"، كاشفا أن "منهم مَن سيُوقّع اتفاقيات شراكة أو صفقات في السوق العالمية أو قد يعلن عن افتتاح فروع دولية لشركاتهم...". القطاعات التي يمثلها العارضون المغاربة، بحسب إفادات المسؤول والمهنيّ ذاته، تتنوع بين شركات تنشط في "برمجيات المؤسسات، وحلول معلوماتية، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الاستهلاكية، وأجهزة الكمبيوتر، والبنية التحتية الرقمية وشبكات الاتصالات، وأمن الشبكات، وبلوك تشين". وخلص الحلوي، متحدثًا إلى هسبريس، إلى أن "المقاولات المغربية الرقمية مدعوّة للدخول في عصر 'الدبلوماسية التقنية/الرقمية'، بالنظر إلى أن الانخراط في خيارات تكنولوجية، مع المقارنة بين خدمات بلدان متفرقة ووضعها في كفة الميزان، يظل الهدف من ورائه الوقوف على خيار بديل في عالم يتسارع ويتغيّر"، على حد تعبيره.