التأمت، صباح الثلاثاء، "جلسة نقاش بين قادة أفريقيا"، جمعت، على هامش فعاليات اليوم الثاني من المعرض التكنولوجي/ الرقمي العالمي "جيتكس غلوبال2023′′ في نسخته ال43، الممتدة إلى غاية 20 من الشهر نفسه، نخبة من الشخصيات الإفريقية وصانعي السياسات في المجال الرقمي بقاعة الفعاليات الكبرى ب"متحف المستقبل" بدبي. وبنقاشات غنيّة حول "فرص الاستثمار في إفريقيا وآفاق تطويرها"، القارة الواعدة ديمغرافياً، اقتصادياً ورقمياً أيضا، تمكنت الجلسة الحوارية- التي جمعت على منصتها غيثة مزور، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، إلى جانب كلّ من سحر نصر، خبيرة اقتصادية ووزيرة سابقة للاستثمار والتعاون الدولي بمصر، وأوريلي آدم سول، وزيرة التكنولوجيا الرقمية والرقمنة في بنين، فضلا عن قدري أوبفيمي أحمزات، نائب حاكم ولاية لاغوس بنيجيريا- من شدّ أنظار الحاضرين والمهتمين من دول مختلفة لقمة "SUPERBRIDGE SUMMIT" الفعالية الموازية للمعرض. الجلسة، التي حضرتها جريدة هسبريس الإلكترونية، ركزت، وفق ما أعلنته مسيّرتها منال برنوسي، على "الفرصة الواضحة التي يوفرها التحول الهائل المحتمل للبنية التحتية للاتصال (الربط) المادي والافتراضي إلى جانب التنقل في المدن المستقبلية"، لافتة إلى أنه "يمكن لهذه المشاريع تحسين الأعمال التجارية وجعل الحياة أسهل للناس العاديين، بالإضافة إلى زيادة النمو الاقتصادي من خلال إطلاق الموارد الطبيعية وخلق فرص عمل للسكان المحليين". البلدان الإفريقية، التي حضر ممثلوها لاستعراض أحدَث تجاربهم من المغرب ونيجيريا ومصر وبنين، تُواصل وضع "الاقتصادات الجديدة الصاعدة" في طليعة التنمية العالمية وريادتها في إفريقيا، وفي قطاعات متعددة. البنية التحتية الرقمية غيثة مزور قالت إن "الرؤية التنموية التي يقودها الملك محمد السادس تدفع نموذج المغرب إلى صدارة المشهد الإفريقي"، لافتة إلى أن المملكة ضمن "البلدان العشرين الأوائل عالمياً الأكثر نشاطا عبر الربط البحري"، مستحضرة ما شهدَتْ به تصنيفات دولية حديثة وضعت ميناء طنجة المتوسط كرابع أكبر ميناء للحاويات في العالم". وتابعت مزور، تفاعلا مع أسئلة المسيّرة بالجلسة ذاتها، مشددة على الدور المهمّ للبنية التحتية في تطوير الاستثمارات في المملكة، مع بعض الأرقام الرئيسية المفتاح التي تكشف مكانة المملكة في مسيرة الصعود الرقمي والاستثماري. وقالت إن "المغرب حسَّن بنياته التحتية في السنوات العشرين الأخيرة تحت قيادة الملك محمد السادس، كما يوفِّر أوقات وصول تنافسية إلى الأسواق المهمة". وذكّرت بأرقام دالة في هذا الصدد، أهمها وجود 1800 كلم من السكك الحديدية المجهّزة، وبنية تحتية تتيح ربطاً جويا منتظما مع العالم عبر 16 مطارا بالمغرب، منها 12 مطارا دولياً، فضلا عن منصته التنافسية ك"أكبر مُصدّر للاتحاد الأوربي لقطع غيار السيارات" (المنصة الصناعية المغربية). وزيرة الانتقال الرقمي أشارت إلى أن "تنظيم تظاهرات دولية عالمية لم يعُد غريباً عن المملكة المغربية الضاربة في التاريخ"، مستشهدة بتنظيم فعاليات كبرى رياضية سابقة أو قادمة مستقبلا، وخاصة بالذكر "كوب 22 مراكش" واجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين الأسبوع الماضي، في أفق استقبال القارة والعالم في ملاعب "كان 2025′′ و"مونديال 2030". تكوين الآلاف من مهندسي معلوميات ومن دبي التي أضحت هذا الأسبوع محَجّ عشاق التكنولوجيا والمهووسين بالذكاء الاصطناعي والرقمنة، أبرزت مزور "التقدم الذي أحرزه المغرب في مجالات الاتصال الرقمي/التكنولوجي"، لافتة إلى أنه "وصل إلى 90 بالمئة كنسبة ولوج للاتصال الرقمي عبر شبكة الإنترنت، مع إنشاء المملكة صندوقا خاصًا ساعد في ضمان التحوّل الرقمي على مستوى السلطات المحلية الترابية، كجزء من تحسين الخدمات الإدارية المقدمة للمواطنين والشركات". وتابعت قائلة: "بفضل هذا التحسن الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصال يَستخدم المغاربة التكنولوجيا على نطاق واسع.. والرقمياتُ موجودة- أكثر من أي وقت مضى- في حياة الجميع، سواء في كبريات الحواضر أو في القرى"، مشددة على "رقمنة مسار خلق مقاولات وريادة الأعمال تكوين وتدريب أكثر من 80 ألف إطار من مُهندسِي تكنولوجيا المعلومات كل عام". "المغرب وِجهة رقمية".. طموح جامح وتابعت المسؤولة الحكومية المغربية شارحة طموحات مغربية واعدة: "نَهدف إلى مضاعفة هذا الرقم كل عام، بشراكة مع المدارس/المعاهد العليا والشركات، من خلال تقديم التكوين الأساسي في الترميز (التشفير) والأمن السيبراني". كما أكدت على "أهمية تطوير تقنيات وكفاءات جديدة للمساعدة في الرقيّ بالمملكة كوجهة الأكثر شعبية للشركات الراغبة في اقتحام سوق تكنولوجيا المعلومات". ولم يخلُ حديث مزور من ذكر "سَردية تحديات"، كشفها تشخيص استبقت به وزارتها تنزيل البنيات التحتية الرقمية بالمغرب، إذ ما زالت 10 آلاف جماعة قروية ذاتُ ولوج ضعيف إلى شبكة الإنترنت، مؤكدة على "حتميّة تعميم تغطية الربط الرقمي لعموم الساكنة". وأضافت أن "المغرب يطمح لإنتاج خدمات رقمية وتكنولوجيا عالية. لا يجب أن نظل فقط مستهلكِين (مُتلقّين)، لا سيما أن التركيز الحالي عالمياً منصبّ على الأمن الرقمي وتعزيز تجهيزات بنية تحتية رقمية قوية". وختمت قائلة: "نُوفّر أيضاً مِنحاً دراسية لفائدة طلبة أفارقة... كما أن 120 بلداً ستحلّ بمراكش في إطار جيتكس إفريقيا دورة 2024". ويحضُر في "جيتكس 2023" ما يناهز 16 مقاولة وشركة مغربية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تنشط في فروع متعددة (الفلاحة، الصناعة، النقل، الأمن السيبراني...)، وفق معطيات توفرت لهسبريس خلال زيارتها للجناح المغربي بالمعرض التابع للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات . (AMDIE) يشار إلى أن "قمة SuperBridge دبي" (وهي مبادرة رائدة ل KAOUN International، شركة تابعة لمركز دبي التجاري العالمي (DWTC) ، ومجلس SuperBridge)، ناقشت خلال الافتتاح (أمس الاثنين) "تسريع فرص الاستثمار في الأسواق غير المستغَلّة"، جامعة فوق منصاتها بين مستثمرين وفاعلين حكوميين وقادة ثقافيين لمناقشة موضوعات الاستثمار الرئيسية والإمكانيات المستقبلية واسعة النطاق.