قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، صاحبة الأغلبية البرلمانية، إن "دستور تونس الجديد لا يتفوق فقط عن ما سبقه من الدساتير التونسية، لكنه امتداد لدستور المدينةالمنورة (النبوي)، ومواصلة لأعظم دساتير الحداثة". وأضاف الغنوشي خلال مؤتمر صحفي، عقده الجمعة، بالعاصمة تونس، أن "الشعب التونسي الذي فجر ثورات الربيع العربي، سيصل إلى تقديم نموذج في الديمقراطية، والزيجة الناجحة بين الاسلامية والديمقراطية من جهة، وبين الإسلام والحداثة من جهة أخرى". وأشاد رئيس حركة النهضة التونسية ب "الدور المفصلي" للعديد من الأطراف في الوصول بتونس إلى إنتاج دستور وفاقي، وفي مقدمتها (نواب المجلس التأسيسي)، و(رباعي الحوار الوطني)، مضيفا: "لقد أعطونا دستورا لائقا من حيث المضمون ومن حيث عدد الأصوات التي زكته". وقال الغنوشي إنه "كان متخوفا قبل المصادقة النهائية على الدستور من عدم حصوله على النصاب القانوني من عدد الأصوات الذي يمنع عرضة لاستفتاء شعبي"، مؤكدا أنه "لا وجود لتونسي لا يرى نفسه في الدستور الجديد"، واصفا إياه ب "الإنجاز العظيم" وأنه من المنتظر أن يمثل "أساسا قويا ومتينا للوحدة الوطنية". وأشار إلى أنه لم يكن من السهل أن يتفق التونسيون على اختلافات توجهاتهم وانتماءاتهم حول نص دستوري واحد، مضيفا: "هذا تأكيد على أن أفراد الشعب التونسي يحملون بداخلهم إرادة حقيقية من أجل إنجاح الخيار الديمقراطي في بلادهم". ورأى الغنوشي أن "نجاح تونس في مواصلة مسارها الديمقراطي، ناتج عن رفض التونسيين للعنف، واتخاذهم الحوار سبيل وحيدا لحل الخلافات"، مضيفا "نحن نتحاور حوارات جادة، وسلاحنا في ذلك الكلمات وليس الرصاص". وحول باقي دول الربيع العربي، قال الغنوشي: "أعتقد ان الدول الأخرى التي تمر بفترة انتقالية ستنجح أيضا في اتمام مسارها الديمقراطي؛ لأن مسار الحرية باق، ولن يرده أي حاجز من الحواجز". وصدق الاثنين الماضي، رئيس الجمهورية التونسي، المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المستقيلة، علي لعريض، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر على الدستور الجديد للبلاد، في مقر المجلس التأسيسي بحضور سفراء الدول الأجنبية، وممثلين عن الهيئات الدولية والاممية، فضلا عن عدد من رؤساء برلمانات ومجالس الشيوخ من دول عربية وأجنبية مختلفة. ويرى المراقبون أن تونس بالمصادقة على مشروع الدستور، قد حققت خطوة مهمّة في مسار انجاح ثورتها، التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. * وكالة الأناضول للأنباء