قال راشد الغنوشي، زعيم حركة "النهضة" في تونس إن المصادقة على الدستور الجديد جعل من تونس "نموذجا" بالمنطقة العربية. وفي تصريحات لوكالة الأناضول، عقب إقرار مشروع الدستور في وقت متأخر الأحد، أضاف الغنوشي أن تقدّم مسار الثورة التونسية، بالمصادقة على دستور ديمقراطي توافقي، سيؤثّر في باقي دول الربيع العربي الأخرى، مشيرا إلى أن بعض الدول تريد أن تنقل لنا "نموذج الثورة المضادة"، إلاّ أننا "سنؤثر" بنموذج التجربة الديمقراطية التونسية، في باقي التجارب الأخرى و"لن نتدخل في شؤون الدول الأخرى". ولم يحدد الغنوشي الدول التي قال إنها تحاول نقل نموذج "الثورة المضادة"، غير أنه كثيرا ما وصف خطوة الاطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي ب"الانقلاب على الشرعية"، لكنه أوضح أن كلّ المشاركين في مؤتمر "دافوس" العالمي مؤخرّا يشيدون بالتجربة التونسية واعتبروها "نموذج للديمقراطية " في المنطقة العربية. واعتبر في ذات السيّاق أن التجربة الديمقراطية في تونس ستكون "خير ردّ لمن اعتبروا أن الديمقراطية لا تصلح لشعوب العالم العربي والإسلامي". وصادق نواب المجلس التأسيسي التونسي، في وقت متأخر مساء الأحد، على الدستور الجديد، الذي يحتوي على 149 مادة، بنسبة فاقت أغلبية الثلثين المطلوبة لإقراره، كما صادق اليوم الاثنين رئيس الجمهورية التونسي، المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المستقيلة، علي لعريض، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، على الدستور الجديد للبلاد، في مقر المجلس التأسيسي بحضور سفراء الدول الأجنبية، وممثلين عن الهيئات الدولية والاممية، فضلا عن عدد من رؤساء برلمانات ومجالس الشيوخ من دول عربية وأجنبية مختلفة، بحسب مراسل الأناضول. ويرى المراقبون أن تونس بالمصادقة على مشروع الدستور، قد حققت خطوة مهمّة في مسار انجاح ثورتها، التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث يعد مشروع الدستور التونسي الجديد، الدستور التوافقي الأول من بين دساتير دول الربيع العربي الست، ومن المنتظر أن يرسي أوّل ديمقراطية تشاركية فعلية في المنطقة العربية.