تصوير : طارق الشامي دعا فؤاد عالي الهمّة عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة إسبانيا إلى تبنّي مفهوم جديد يؤطّر تعاملها مع المغرب، وذلك أثناء تدخّل له إبّان اللقاء التواصلي الذي نظّمه حزب الأصالة والمعاصرة بعد زوال أمس الأحد بالناظور. وقال الهمّة، فيما يفهم أنّه ردّ على التدخلات المثارة أخيرا حول "التحرّكات" الإسبانية بالريف الذي باح عالي الهمّة بمعرفته جيّدا منذ أوّل زيارة ملكية، بأنه لا يعقل من إسبانيا أن تظلّ تتعامل مع المغرب بعقلية خمسينيات القرن الماضي، وأنّ مستقبل إسبانيا هو رهين بازدهار الريف المغربي الذي لا يطلب حسنات من مدينة مليلية المتواجدة بتخومه، وهو القادر على توفير مشروع ومنتوج اقتصادي يمكن أن يقوّي إسبانيا بتبعاته وآثاره الإيجابية. وفي معرض حديثه عن الموضوع، أثار الهمّة أيضا ما اعتبره تدخلا إسبانيا في الشؤون الدينية للمغاربة بإقدامها على منع الصلاة باسم أمير المؤمنين وما أصبح يثيره ذلك من مشاكل لإسبانيا في عقر دارها. وتتبّع أزيد من ثلاثة آلاف فرد من مختلف الشرائح والصفات والفئات العمرية تدخلات أعضاء من المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة في ردّهم على أسئلة متدخّلين قدموا من مختلف مناطق الجهتين الشرقية وتازة الحسيمة تاونات، والتي تطرّق فيها أيضا الأمين العام الشيخ بيد الله للعلاقة مع إسبانيا، معتبرا إياها علاقة دموية وجينية بقدر ما هي علاقة مستقبل ومصالح مفهومة جيّدا. كما كانت مناسبة اللقاء مواتية للتطرق إلى حزب الأصالة والمعاصرة وعلاقته بالمشهد السياسي المغربي، حيث أورد كلّ من الشيخ بيد الله وفؤاد عالي الهمّة في هذا المعد المسيّر من طرف الإعلامية مينة شوعة بأن الحزب هو بمثابة ملاكم محترف الذي يتلقّى ضربات يأبى على الردّ عليها بلكمات مميتة، وهو الذي لا يسعّر الخدود ولا يتنابز بالألقاب النابية التي توكل لكلّ من قارب الأصالة والمعاصرة، وأنّ الوازع الدّيني هو الحائل إلى جانب الثقة الموضوعة من قيادة الحزب في كافة مكونات المغرب. وفي ارتباط بما راج مؤخّرا من اضطرابات جرّاء إضراب مهنيي النقل، صرّح الأمين العام الشيخ بيد الله بأنّ تدخّل التنظيم كان مبادرة للالتزام بالدّستورية بإعادة دراسة مشروع مدوّنة السير من طرف لجنة مختلطة تعي خصوصيات وإشكاليات السير والنقل بالمغرب، وهو الإجراء الذي تطلّب تجميد الدراسة الحالية للمشروع بالغرفة الثانية للبرلمان، وكلّ ذلك نابع من دعم الأصالة والمعاصرة للحكومة الحالية من منطلق مشاركة الحزب ضمنها بوزير واحد. كما أعيد التأكيد، في معرض الإجابة عن التساؤلات بأنّ حزب الأصالة والمعاصرة لا يدّعي الصواب بل يقدّم مبادرة جديدة تتبنّى مشروعا سياسيا يخالف الأربعاً وثلاثين حزبا المشكلين للخريطة السياسية للمغرب، وهي الأحزاب التي "تتداول نفس المشروع"، وأنّ فكرة إنشاء حزب سياسي جاءت لتلبة رغبات معلن عنها من لدن مواطنين تواصلوا مع القيادة الحالية إبّان جولات جمعية حركة لكلّ الديموقراطيين، وهي الفكرة التي أثّرتها قراءات في تقريري الخمسينية وهيئة الإنصاف والمصالحة، أفضت إلى الوقوف على تخلّف النخب السياسية بالمغرب عن تحمّل مسؤولياتها وتقصيرها في لعب دور الوساطة وإنتاج الأفكار وملامسة الانشغالات الحقيقية للمواطنين، ما استدعى التدبّر في تأسيس تنظيم سياسي يستثمر في المادّة الرمادية للعنصر البشري بنهج يعطي القوّة للجهوية والمحلّية المُشخِّصة للنواقص والانزلاقات، والمقترحة لحلول تدبيرية مبنية على الموارد المحلّية الخالقة للنماء باستحضار التأنّي والحكمة والرويّة. وأنّ الحزب له رؤى واقعية وشفّافة، يبغي بها سيادة "تَامْغْرَابِيتْ" متشبّثة بالأصالة ومنفتحة دون تغريب، في ظلّ مشهد سياسي مغربي أصيب "بالكهولة" و "الشيخوخة" و "يحتضر" بشكل يستدعي التغيير. وقد قدّمت خلال اللقاء التواصلي المذكور دعوات لإنشاء قطب جهوي بين الناظوروالحسيمة، خصوصا وأنّ البنية التحتية المُتوفّرة ونظيرتها المبرمجة تدعوان إلى التعجيل بتجلّي هذا القطب الذي تذكي إنشاءه قواسم ثقافية. كما عرض بالمناسبة أيضا هيكل برنامج انتخابي بالناظور، يستدعي إنشاء مركّب رياضي لم يرى النور رغم قدم برمجته إضافة إلى حماية بحيرة مارتشيكا وبناء مشفى للأمراض السرطانية. فيديو رسالة الهمة إلى إسبانيا من تصوير : طارق الشامي-خاص بالناظور سيتي صور من لقاء حزب الأصالة والمعاصرة أمس الأحد بالناظور -من طارق الشامي