منذ أعلن المغرب تعرض إقليمالحوز لهزة أرضية ب7 درجات على قياس سلم ريشتر مساء يوم الجمعة الماضي، وما خلفه من كوارث وضحايا وخسائر مادية، تقاطرت كل أشكال الدعم العالمية على المملكة المغربية، بحيث عرضت الكثير من الدول إرسال "فرق إنقاذ"، ومنها من أرسلتها فعلا خلال اليومين الماضيين، بحيث لا يزال البلد الشمال إفريقي يستقبل وفودا من جنسيات مختلفة. ويبدو أن عروض حملة الدعم ستستمر من لدن المجتمع الدولي للاصطفاف إلى جانب المغرب في هذه "المحنة الطبيعية"؛ فمن المرشح أن تتزايد الفرق الأجنبية المساهمة في عمليات التنقيب والتي تتمتع بخبرة وتجربة ستعزز خطوات التضامن الإنساني، الذي لا يزال يحظى بها المغرب في الوقت الحالي، بحيث ما زالت الأنباء تتناسل حول الموضوع عالميا. صراع مع الزمن اليوم، على سبيل المثال، أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن فريق إنقاذ مكونا من 56 جنديا و4 كلاب انطلق، صباح اليوم الأحد، من مطار سرقسطة نحو مدينة مراكش المغربية على متن طائرة من طراز A400′′. وأكدت الوزارة سالفة الذكر أن "هذا الوفد يتوجه في إطار عملية للتعاون في البحث وإنقاذ الناجين من الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب"؛ وقالت: "كل حبنا ودعمنا وتضامننا مع الشعب المغربي في مواجهة هذه المأساة الرهيبة". وإلى جانب إسبانيا، قالت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) إن "فريقا مكونا من رجال الإنقاذ المتطوعين الفرنسيين وصل، فجر الأحد، إلى المغرب للمشاركة في عمليات الإنقاذ قرب مراكش، وفق سلطات محلية فرنسية". وأضافت الوكالة ذاتها أن "الفريق يتألف من أربعة عناصر متخصصين في عمليات الإنقاذ والدعم والبحث وممرض ومدرب متخصص برفقة كلب بحث. وحملت البعثة الآتية من ليون معها معدات يناهز وزنها 300 كيلوغرام". وأما قطر، فبعد أن أعلنت، في بيان، عن توجيه من أمير قطر لإرسال فرق إنقاذ للمغرب، فإن خليفة بن حمد، وزير الداخلية القطري، نشر، منذ ساعات على منصة "إكس"، صورة تظهر أعضاء فريق قطري للبحث والإنقاذ تابع لقوى الأمن الداخلي القطرية يتوجه إلى المغرب، مرفوقين بالمعدات والمساعدات الموجهة للمملكة للمساهمة في البحث عن الضحايا العالقين تحت الأنقاض. وقال وزير الداخلية القطري تعليقا على الصورة: "تنفيذا لتوجيهات سيدي سمو الأمير المُفدى، وانطلاقا مِن واجب الأُخوة.. غادرَ رجال فريق البحث والإنقاذ أرض الوطن مُتجهين بحفظ الله إلى المغرب الشقيق للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ وتوزيع المساعدات الإغاثية العاجلة للتخفيف عن الأشقاء". كما كشفت تونس "الخضراء"، بدورها، عبر وزارة داخليتها، أن فريقا من الحماية المدنية سيغادر إلى المغرب من أجل دعم جهود البحث والإنقاذ، بعد الزلزال الذي ضرب البلاد. وذكرت وكالة "أنباء تونس إفريقيا" الرسمية أن الفريق يتوخى "من أجل دعم جُهود البحث والإنقاذ، عقب الزلزال العنيف الذي ضرب الليلة الماضية منطقة الحوز بالقرب من مدينة مراكش". فاكر بوزغاية، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، قال، أمس، إن "الفريق يتكون من 50 عونا وإطارا من الوحدة المُختصة، و6 أطباء حماية مدنية، وسيستعمل أجهزة رصد حرارية مُتطورة وطائرة مُسيرة للكشف عن الضحايا تحت الأنقاض"، مضيفا أنه "سيتم إرسال مُستشفى ميداني تابع للحماية المدنية للمُساهمة في عمليات الإغاثة والإحاطة بالمُصابين". فرق متقاطرة وعودة إلى الشرق الأوسط، تناقلت العديد من وسائل الإعلام الأردنية، أمس، أن "فريق إنقاذ أردنيا، يتكون من 75 فردا، تابعا لمديرية الأمن العام، كان يوجد في مطار ماركا، تمهيدا لمغادرتهم إلى المغرب، في الساعات المبكرة من فجر اليوم الأحد؛ لدعم الجهود التي تبذل في إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض جراء الزلازل التي ضربت البلاد"، نقلا عن مصادر رسمية في داخل المملكة الأردنية الهاشمية. في السياق ذاته، أشارت وسائل إعلام تشيكية، أمس، أن "هناك فريق إنقاذ خاصا يستعد للاتجاه إلى المغرب، تابعا لخدمة الإطفاء والإنقاذ التشيكية، لأجل المساهمة في عمليات التنقيب عن الضحايا العالقين تحت الأنقاض"، ذاكرة أن "الفريق، الذي قدم خدمات تطوعية بسوريا وتركيا إثر الزلزال الذي شهدته الدولتان في فبراير الماضي، يقوم في الوقت الحالي بتجهيز المعدات الضرورية لهذه المهمة". ألمانيا كذلك دخلت على هذا الخط؛ فقد أعربت نانسي فيزر، وزيرة الداخلية الألمانية، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أمس، أن "الوكالة الاتحادية الألمانية للإغاثة التقنية THW على أهبة الاستعداد للقيام بمهمة؛ وبمجرد تلقي معطيات دقيقة بخصوص نوع المساعدة المطلوبة بالتدقيق، فسيكون بوسع الفريق المتخصص في الإنقاذ الذهاب إلى المغرب مباشرة". وحتى تركيا، فقد قالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، أمس السبت، إن "265 موظف إغاثة من الهيئة والهلال الأحمر التركي ومنظمات غير حكومية تركية أخرى على استعداد للسفر إلى منطقة الزلزال في حالة طلب المغرب المساعدة الدولية". وأضافت أن تركيا مستعدة لإرسال ألف خيمة إلى المناطق المتضررة. ولم يغادر الفريق البلاد حتى اليوم الأحد"، حسب رويترز. وذكرت رويترز في القصاصة ذاتها أن "إدارة الإطفاء التايوانية قالت، أمس السبت، إنها وضعت فريقا يضم 120 من رجال الإنقاذ على أهبة الاستعداد للتوجه إلى المغرب ويمكنهم التحرك فور تلقيهم تعليمات من وزارة الخارجية التايوانية". تجدر الإشارة إلى أن الملك محمدا السادس أمر، مساء السبت، بتسريع عمليات الإنقاذ. كما أعلن حداد وطنيا لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الزلزال المدمر، الذي أودى بنحو 2012 مغربيا ومغربية حسب آخر المعطيات المحينة.