بالمستشفى الإقليمي محمد السادس بمدينة شيشاوة جرحى ومعطوبون من دواوير مختلفة توافدوا منذ ليلة أمس الجمعة، بعد الهزة الأرضية التي عرفتها المملكة وحدد مركزها بجماعة إيغيل بإقليمالحوز، غير بعيد عن جماعات مجاورة من إقليمشيشاوة. انتقلنا إلى عين المكان. سيارات الإسعاف التابعة للجماعات الترابية بإقليمشيشاوة تتقاطر واحدة تلو أخرى صوب مستعجلات المستشفى المذكور. الأطر الطبية وشبه الطبية مجندة، ولم يغمض لها جفن منذ الساعات الأولى للكارثة؛ فيما عناصر الهلال الأحمر بدورها تجندت لتقديم المساعدة. بورجلية بوحسين، واحد من الناجين من الكارثة، روى تفاصيل الرعب الذي عاشوه وكيف حاول إنقاذ والده الطاعن في السن رفقة ابنته ذات الثماني سنوات. قال هذا الرجل، الذي كان متأثرا ويذرف الدمع داخل المستشفى: "أحسسنا بهزة كبيرة لم يسبق لنا أن عشنا مثلها، حاولت الفرار رفقة زوجتي وأبنائي من المنزل؛ لكن بقيت ابنتي الصغيرة ووالدي البالغ 102 عام داخله". وتابع المتحدث، المتحدر من جماعة سيدي غانم بقيادة سكساوة التابعة لإيمنتانوت: "حاولت العودة لإخراجهما؛ لكن دون جدوى، توفي والدي وابنتي هناك". أما إدريس العسري المتحدر من دوار إداسيل، فقد نجا بأعجوبة، وأصيب على مستوى الرأس. وحكى هذا الشاب أن لحظة الهزة الأرضية كانت خطيرة ومذهلة، حيث صار الجميع ينتظر الموت. أمام الانهيارات التي عرفتها منازل هؤلاء المواطنين في الدوار على مستوى جماعة إداسيل بشيشاوة، اضطر إدريس العسري إلى العودة إلى المنزل من أجل إخراجه ابنه؛ غير أنه أصيب على مستوى الرأس إثر سقوط جزء من السقف عليه، بينما أصيب ابنه بكسور. وأكد ناجون من ليلة الموت أنهم عاشوا لحظات عصيبة لم تخطر على بال، ولم يسبق لهم أن عاشوا مثلها؛ بيد أن حدوث الهزة قبل خلودهم إلى النوم جنّب دواويرهم كارثة ثقيلة أكثر. ووفق المعطيات المتوفرة لدى جريدة هسبريس الإلكترونية، فقد سجل المستشفى الإقليمي محمد السادس بشيشاوة وفاة 3 أشخاص داخله بعدما نقلوا من مواقع الهزة؛ فيما بلغ عدد المصابين إصابات خطيرة أكثر من 50 حالة، بينما تم نقل 17 حالة صوب المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش. ولا تزال مستعجلات المستشفى الإقليمي سالف الذكر تستقبل، إلى حدود الساعة، جرحى ومصابين قادمين من جماعات ودواوير مزوضة وإداسيل ومجاط واميندونيت وأسيف المال وادويران وسكساوة التابعة لعمالة شيشاوة.