يعرف المشهد الرياضي نقاشا متزايدا بخصوص طريقة تدبير الملاعب الكروية بالمغرب، بالنظر إلى توالي مجموعة من الحوادث التي من شأنها الإضرار بسمعة المملكة على الصعيد الخارجي، خاصة أنها مقدمة على استضافة أنشطة قارية ودولية عدة في السنوات المقبلة. وتفاجأ الجمهور بانقطاع التيار الكهربائي عن مركب فاس خلال مباراة المنتخب الأولمبي المغربي ونظيره البرازيلي، الأمر الذي توّلد عنه نقاش عمومي حول جاهزية بعض المركبات الرياضية لاحتضان مباريات كرة القدم، بما يشمل مباريات البطولة الوطنية. يضاف إلى ذلك، الجدل المتواصل بخصوص الوضعية الكارثية لمرافق مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، على اعتبار أن السلطات قررت إغلاقه من جديد بسبب أشغال الصيانة والتأهيل قصد استضافة مباريات كأس أمم إفريقيا في حال وقع الاختيار على المغرب. وقطع المغرب أشواطاً مهمة في البنيات التحتية الرياضية بفعل المركبات الكروية الحديثة التي بات يتوفر عليها في العقد الأخير، لكن ما تزال بعض المركبات الأخرى، لا سيما البعيدة عن محور الرباط-الدارالبيضاء-طنجة، تعاني من وضعية الهشاشة الإدارية والتقنية. لذلك، دعت الفعاليات الرياضية إلى تعميم المخطط الرياضي الحالي على جميع المركبات والملاعب بجميع أصنافها على امتداد التراب الوطني، مرجعة ذلك إلى الأضواء الإعلامية المسلطة على المغرب عقب ترشحه لاستضافة مباريات كأس العالم لسنة 2030. في هذا السياق، قال عبد العزيز بلبودالي، كاتب رياضي، إن "انقطاع التيار الكهربائي عن ملعب مدينة فاس يعد فضيحة رياضية، لأن هذه التصرفات تمس بسمعة المملكة المغربية في الخارج، على اعتبار أن الأمر يتعلق بمباراة دولية مع منتخب كروي عالمي". وأضاف بلبودالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغرب مرشح لاحتضان كأس أمم أفريقيا ومونديال العالم، ومن ثم لم يعد هناك هامش للخطأ، لأن ذلك يعطي إشارات سلبية وغير مطمئنة بشأن جاهزية البلاد لهذه الأنشطة الدولية". وأردف بأن "العالم بات يعتمد على أحدث التكنولوجيات في التسيير الرياضي، الأمر الذي يجب الانتباه إليه من طرف المسيرين في المغرب، لأن تدبير الملاعب أصبح علماً قائم الذات ويعتمد على النخب الرياضية التقنية المكونة في المدارس العليا". واستطرد بأن "الشركات المكلفة بتدبير الملاعب تحصر مهامها في الجانب المالي فقط، ولا تقوم بأدوارها على مستوى الصيانة والتأهيل، إلى جانب عدم فتح أبواب الملعب طيلة أيام الأسبوع من خلال استغلال الفضاءات التجارية والرياضية والفنية والثقافية". بدر الدين الإدريسي، خبير رياضي، أفاد بأن "ما وقع بمركب فاس مرتبط بمهام السلطات المحلية والمجالس الترابية"، وقال إن "انقطاع التيار الكهربائي أمر وارد الحدوث، لكن يجب فتح تحقيق بخصوص ملابسات الحادث للتأكد من مسؤولية كل طرف على حدة". وذكر بدر الدين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغرب يتوفر على ترسانة مهمة من الملاعب ذات الجودة العالية على الصعيد الإفريقي، لكن يجب الاستمرار في ورش تأهيل الملاعب وتشييد مركبات جديدة في كل الأصناف لمسايرة التطور الكروي العالمي". وأضاف أن "عمليات الصيانة والمراقبة تخضع لمواصفات تقنية معينة، تنطلق من العشب وتمتد إلى الإنارة والتنظيم، مما يستدعي أهمية الاستعانة بأطر متخصصة في هذا الجانب، خاصة ما يتعلق بالتنظيم، قصد تغيير المقاربة الحالية في تدبير الملاعب".