خلفت الأمطار العاصفية التي عرفتها، مساء السبت، عدد من مناطق الشمال الشرقي، وخصوصا أقاليم بولمان ونوريرت وجرسيف، قتيلا واحدا، وإلحاق أضرار فادحة بأشجار الزيتون بفعل تساقط حبات البرد التي صاحبت هذه العاصفة الرعدية الهوجاء، فضلا عن تسببها في جرف مزارع وطرق وغمر المياه للبنى التحتية. وأدى هطول الأمطار العاصفية الغزيرة بهاته الأقاليم إلى حدوث سيول جارفة، قطعت الطرقات، لاسيما بإقليمي تاوريرت وجرسيف؛ كما تجمعت المياه بشوارع المدينتين ووسط مدينة العيون الشرقية (إقليم تاوريرت)، حيث تسببت السيول في جرف إحدى السيارات الخفيفة. وعلى مستوى إقليم بولمان ضربت هذه العاصفة، على الخصوص، جماعات أوطاط الحاج والمرس وسكورة أمداز، ما أدى إلى إلحاق خسائر فادحة بثمار أشجار الزيتون، جراء تساقط حبات البرد بحجم كبير، إلى جانب جرف عدد من الحقول المتواجدة على ضفاف الأودية. وفي إقليم تاوريرت، حيث خلفت العاصفة، بحسب ما أكدته مصادر هسبريس، مصرع شخص، يبلغ من العمر 17 سنة، بعد أن جرفته سيول أحد الأودية على مستوى جماعة سيدي علي بلقاسم ضواحي دبدو، أدت السيول الجارفة إلى قطع عدد من المحاور الطرقية بالمنطقة، كما هو الشأن بالنسبة للمقطع الرابط بين الطريق الوطنية رقم 19 وسد على وادي زا، والمقطع الطرقي المحاذي لوادي بوعياش بمدخل جماعة دبدو على الطريق الوطنية المذكورة. وتسببت العاصفة، أيضا، على مستوى جماعة تاوريرت في عزل عدد من الأحياء السكنية، وقطع الطريق إلى دوار بني كولال بسبب انهيار قنطرة وادي مهراز، وغمر عدد من السيارات بجماعة العيون سيدي ملوك بالإقليم ذاته، وقطع الطريق على مستوى القنطرة المتواجدة وسط جماعة دبدو. كما أدت السيول إلى عزل عدد من الدواوير بإقليم تاوريرت، بفعل جرفها المسالك الطرقية إثر فيضان مجموعة من الشعاب والوديان، كما هو الشأن بجماعات سيدي علي بلقاسم ولقطيطير وسيدي لحسن. وفي إقليمجرسيف أدىت العاصفة الرعدية المذكورة، بحسب ما نقلته مصادر محلية، إلى انهيار أحد المنازل بدوار الزركان، كما تسببت التساقطات المطرية القوية في إغراق عدد من شوارع مدينة جرسيف، إلى جانب جرف خيام عدد من الرعاة الرحل بمنطقة تافراطة، وجعلهم بدون مأوى. كما قطعت السيول الجارفة والانهيارات الأرضية خط السكك الحديدية الرابط بين فاس ووجدة، وذلك على مستوى المقطع السككي الرابط بين تاوريرت وجرسيف، وتحديدا بالمقطع السككي التابع للنفوذ الترابي لجماعة لقطيطير، حيث تواصل فرق التدخل إصلاح الأضرار من أجل إعادة فتح الخط السككي المذكور في وجه حركة القطارات. وساهمت هذه التساقطات المطرية المهمة في ارتفاع منسوب الأودية بالأقاليم المذكورة، كما هو الشأن بالنسبة لوادي وزيغيت ووادي لخضر وروافدهما. وغصت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات التقطها مواطنون في أعقاب هذه العاصفة التي كانت محملة بحبات من البرد من الحجم الكبير، وبدت التعليقات عليها غاضبة جراء اختناق قنوات الصرف الصحي بالمدن والمراكز الحضرية، وعدم قدرة البنى التحتية على مواجهة مثل هذه الظروف المناخية.