أول أمس الثلاثاء على الساعة الخامسة مساء بقاعة الجلسات التابعة للمحكمة الابتدائية بالعرائش، ينطق القاضي النتيفي بأحكامه أمام المتهمين الماثلين أمامه بتهمة المشاركة في الاتجار في المخدرات ونقلها على الصعيد الدولي. وهكذا تم الحكم على أغلبية المتهمين بالبراءة وعقوبات حبسية موقوفة التنفيذ وعلى أصحاب السوابق بعقوبات حبسية بين أربعة أشهر وسبعة أشهر نافذة. الأحكام التي جاءت موافقة للصواب وبعد جلسات ماراطونية آخرها التي استمرت إلى حدود الثالثة صباحا. "" لم أكن أنتظر المفاجأة لما أعرفه من دراية واسعة وخبرة كبيرة لهذا القاضي الذي ترأس جلسات محاكمات تاريخية بالمدينة على رأسها محاكمة دوار بكارة ومحاكمة محمد سعود المتورط في انتخابات مجلس المستشارين. وكذلك للمستوى العالي لمرافعات المحاميين الذين تنصبوا من تلقاء أنفسهم أو بطلب من عدد من الهيئات المدنية والحقوقية والسياسية بالمدينة والذين أبانوا عن استماتة مشهود بها في الدفاع عن المتهمين ودحض افتراءات النيابة العامة. وبالرجوع إلى مقالي السابق والمعنون ب مسرحية القبض على شبكة دولية لتهريب المخدرات بالعرائش والذي أكدت فيه زيف هذه المسرحية، لم يخلف القضاء ما توقعناه وأكد بالدليل والبرهان أن هذه المسرحية الغبية لن تنطلي على أحد وأن معالجة ملف تهريب المخدرات والذي يعتبر واقعا لا يمكن تكذيبه ينبغي أن يعالج بشكل مسؤول وشامل وتدخل من أعلى الجهات وتحت إشراف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، من أجل القبض على كافة المتورطين من أباطرة المخدرات والمتعاونين معم من ضباط الأمن وبعض رجال السلطة المحلية. وهنا نطرح سؤالا للذين عملوا على تضخيم الأمر وتهويله في محاولة منهم لتصيد شباب أبرياء يبحثون عن لقمة عيش وعمل مريح والتغطية على المهربين الحقيقيين. وسائل الإعلام هاته والممولة من إمكانيات الشعب لابد أن تعتذر عن هذه الأخبار الملفقة والمدلسة للحقيقة، وان تكف عن ممارسة لعبة الضغط على القضاء وتمويه الرأي العام، وتعالج ما اقترفته بتوضيح الحقيقة للجميع عبر نقل تغطية المحاكمة والنطق بالأحكام. وتبقى مسؤولية القبض على شبكات تهريب المخدرات والمتورطين معها من مختلف الأطراف لا تزال قائمة ومن المفروض أن تنتفض النيابة العامة من سباتها وتأتي الفرقة الوطنية المتخصصة في البحث والمسائلة واعتقال أعتى المجرمين لإنقاذ المدينة من هذا الواقع الكولمبياني والذي أدى بشبابها إلى العمل في تحميل المخدرات والهجرة السرية، بحثا منه عن لقمة العيش التي لم يوفرها مسؤولو هذا البلد.