حسنا فعل القيادي اليساري "عبد الله الحريف" حينما رَدَّ صفعة أحد بِغال حميدو لعنيكَري، ذلك أن وحشية، ووقاحة تصرفات زبانية الجنرال، لا تحتمل سوى جوابا واحدا: الرد بالمثل، ومَن استطاع، مِن المضروبين، بحوافر وقوائم الكائنات إياها، أن يقوم بما هو أفدح، فليفعل ولا حرج عليه، بل سيمنح القُدوة الحسنة لغيره. "" أتحدث عن هذا الظرف المخزني المُخزي، العصيب، من مُنطلق تجربة شخصية، حين وجدتُ نفسي نهبا لضربات أزلام المخزن، ولم يكن ثمة بُد من رد فعل، حين اتضح لي، من وحشية عملية الضرب، أنها مُبيتة، بدليل أن أزلاما برتب ضباط، كانوا يتفرجون، عن بُعد "محسوب" على عملية السلخ، ومن ثمة كان عدم الإتيان برد فعل، بمثابة "شمتة" وأي "شمتة".. لذا فليدافع المرء عن نفسه، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وليكن بعدها ما يكون. أليس من المُثير للانتباه، من خلال عُدة وعتاد الضرب والسلخ، بكل ثقلهما و "حداثتهما" أن الدولة المخزنية، تدججت بوسائل، أكثر من كافية، لجعل الناس مثل "البطانيات" تتلقى ضربات العصي المُبرحة ب "فعالية" مدروسة؟ وفي مُقابل ذلك أبقت - أي الدولة المخزنية - على ذات الأساليب السياسية، في تدبير الشأن العام، إن لم نقل أن الأمور تدهورت، إلى مزيد من أسفل دركات الهواية. "منطق" الدولة المخزنية بسيط وقديم، قِدم البشرية، منذ كانت الأفعال وردودها البدائية، هي "الحل" لكل الخلافات، ويتلخص - أي "المنطق" - في قيام الجهاز التنفيذي للدولة، باحتكار أسباب القوة، ووسائلها المادية، والتعامل مع مَن لا يملكها بطريقة وحشية، ومنطوقها: "جري طوالك". إنه ذات "المنطق" الذي يجعل المغرب، ما زال رهينة في أيدي أصحاب "الآراء" الوقحة والصلفة، عن الدولة والمجتمع، ومن بين هؤلاء نجد الجنرال حميدو لعنيكَري، الذي عرف كيف يكون "مُفيدا" في منصبه على رأس أزلام بدائيين، بهيئات بشرية، ولِمن لايعرف "لعنيكَري" فإنه صاحب "نظرية": "المغاربة خاصهوم يترباو" وهي العبارة التي قالها، حرفا حرفا لأحد الصحافيين، زاره في بيته، حين كان مُديرا لمديرية مراقبة التراب الوطني "دي إيس تي". الذين وضعوا "لعنيكَري" في منصبه، يعرفون من خلال سيرته "المهنية" أنه وحش "أمني" سيكفيهم شرور تعاظم الاحتجاجات، والتظاهرات والمسيرات.. إلى غيرها من أشكال التعبير، عن التدمر من الأوضاع السياسية والاجتماعية والإقتصادية، فهم يعلمون، مثلا، أن الجنرال لا فرق لديه بين أصحاب الشهادات المُعطلين، ومسيري الجمعيات الحقوقية، و القيادات السياسية اليسارية أو الإسلامية.. إلخ، الجميع سواسية لدى الجنرال، كأسنان المُشط، أمام بِغاله المُدججة بالعصي "الحداثية" وحرية استعمال "الحوافر والقوائم" بكل الطرق الوحشية، ويجب القول، أن حميدو لعنيكَري حقق "إنجازات" كبيرة، ضمن مهامه "الأمنية" الجديدة، حيث "نشر" بفضل كائناته الوحشية الفريدة، عددا كبيرا من الفعاليات الحقوقية والأعلامية والسياسية.. على إسفلت شوارع العاصمة، وكال لها الضرب المُبرح، بينما يتفرج هو - أي لعنيكَري - على عمليات السلخ، منتشيا كأي سادي مقيت، بتطبيق "نظرية تربية المغاربة." وبذلك يصر الجنرال "لعنيكَري" على منح تسلسل زمني ل "فتوحاته" و "غزواته" في بني جِلدته، منذ كان ضابط صف في الجيش، خلال سبعينيات القرن الماضي، حيث منح الحسن الثاني "دلائل" على قسوته "المهنية" في عمليات الاستنطاق الوحشية لعسكريي انقلابي 1971 و 1972، والسهر على عملية نقلهم سرا بعد المُحاكمة، من سجن القنيطرة العلني، ودفنهم أحياء، في معتقل تازمامارت السري. مرورا بجرائم التعذيب الوحشية، لمُعتقلي ما بعد 16 ماي، التي ضجت بها الأركان الأربعة للبلاد، حيث "تفنن" لعنيكَري، بتواطؤ مع صديق الملك "فؤاد الهمة" في إدخال القنينات إلى مُؤخرات المُعتقلين، وباقي أحط أنواع التنكيل الجسدي والنفسي. واليوم فإن "لعنيكَري" نفسه، يوجد على رأس كائنات "خرافية" جُعلت في أشكال ومضامين خِلقة وخُلق بدائيين، والهدف هو الحط من كرامة الناس، وتعنيفهم، كما لو كانوا "بطانيات" تتلقى ضربات العصي، تحت أشعة الشمس، وليس سرا .. أقول للذي يجد نفسه أمام وحشية بغال "لعنيكَري": "اضرب على راسك".. إنها دعوة إلى العنف.. المشروع.