تعيش باريس العاصمة الفرنسية الجميلة، هذا الصيف، حرارة غير عادية؛ بطلها فريقها الرئيسي باريس سان جرمان، الممول من لدن الدولة القطرية، والتي يراهن عليه الطرفان (فرنسا وقطر) لكي ترتفع أسهمها الكروية في العالم.. لكن وكما يقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؛ فنجم فرنسا الأول وفتاها المدلل كليان مبابي، المنحدر من منطقة بوندي الباريسية، يريد مغادرة النادي الفرنسي ويرفض تجديد عقده الذي سينتهي سنة 2024 مع موسم آخر إضافي؛ لكن اختياري يمتد إلى السنة التي بعدها 2025. إدارة نادي باريس سان جرمان، وعلى رأسها ناصر الخليفي، تحث مبابي على المغادرة الآن؛ لأنها مدركة أن اللاعب إذا استمر إلى الصيف المقبل فسيخرج مجانا، ولن تستفيد منه خزائن الفريق، وسيمثل ذلك سُبة في طريقة تسيير باريس سان جرمان. كيف سيُفلت أحسن لاعب في العالم من الفريق بالمجان؟ لذلك، ازداد ضغط النادي الباريسي على مبابي كي يرحل هذا الصيف، لأنهم متأكدون أن لديه عقدا يربطه بفريق ريال مدريد الإسباني للانتقال إليه صيف 2024 بالمجان. إذا كانت للنادي الباريسي حساباته، فلدى اللاعب الذي تدير أعماله والدته فايزة العماري حسابات مختلفة. لذلك، يصر مبابي على إتمام عقده إلى غاية صيف 2024، ولن تستطيع قوة إجباره على تغيير رأيه، على الرغم من تهديدات النادي الباريسي بتركه في المدرجات لموسم كامل؛ وهو الأمر الذي أشارت إليه وسائل الإعلام الفرنسية، حيث قالت بأن إدارة النادي سمحت للمدرب الجديد لويس إنريكي بالاعتماد على كافة اللاعبين، بمن فيهم المبعدون الذين يبحث لهم باريس سان جرمان عن مخرج، إلا مبابي فلا يجب على المدرب الاعتماد عليه بتاتا. إذن، لماذا يصر مبابي على إكمال هذه السنة، رغم ما يتعرض له من ضغط ورغم العرض الجديد من النادي الباريسي الذي قُدم له بحر هذا الأسبوع، ماذا سيخسر مبابي إن هو غادر باريس سان جرمان هذا الصيف؟ كيليان مبابي لديه أكثر من سبب للبقاء للعام المتبقي في باريس سان جيرمان والانتظار لإنهاء عقده للعثور على وجهة جديدة مع ريال مدريد كخيار أول، فلا يبدو انتقاله إلى الفريق الملكي هذا الصيف يمثل صفقة جيدة للاعب الفرنسي؛ لأنه، وفقًا لجريدة لوموند، سيخسر 200 مليون يورو. فالمبلغ المالي الذي سيحصل عليه مبابي كبير ولا يسهل التفريط فيه. تجدر الإشارة إلى أن اللاعب الفرنسي حصل، في 31 يوليوز الماضي، على مكافأة ولاء قدرها 40 مليون يورو. وفي فاتح شتنبر المقبل، عندما ستنتهي سوق الانتقالات الصيفية، يجب أن يتقاضى مكافأة ولاء أخرى بالقدر نفسه، حيث المبلغ الإجمالي المنصوص عليه في العقد هو 80 مليون يورو. وتؤكد الصحيفة الفرنسية سالفة الذكر أنه في الوضع الحالي لدى مبابي مكافأة توقيع إجمالية قدرها 60 مليون يورو، بالإضافة إلى مبلغ ولاء آخر بقيمة 55 مليون يورو يتم دفعه على دفعتين الموسم المقبل 2024، تضاف إلى ذلك مكافأة أخرى قدرها 9,5 ملايين يورو ستدفع أيضًا على قسطين، والراتب الإجمالي البالغ 75 مليون يورو وعد به لموسم 2024/2025. وبذلك، يصل المجموع إلى 199.5 ملايين يورو. لذا، فإن الأفضل اقتصاديًا لمبابي هو المكوث في باريس سان جيرمان لموسم آخر. بات واضحا أن أولوية مبابي هي الحصول على المبالغ المالية المنصوص عليها في العقد. أما قصة حبه لريال مدريد التي يحلو لأنصار الفريق الملكي ترديدها، فلا أثر لها في الواقع. والدليل هو ما وقع الموسم الماضي حينما اتفق فلورينتينو بيريز مع مبابي للانتقال إلى الفريق الملكي ووافق اللاعب الفرنسي، وعندما كان ريال مدريد يستعد لتقديمه بعدما أعد صورا كبيرة له وشريطا إعلاميا يضم أفضل لقطاته اتفق اللاعب على تمديد عقده مع باريس سان جرمان ولم يكلف نفسه الاتصال برئيس ريال مدريد لإخباره بالأمر؛ بل أرسل إليه رسالة نصية بذلك، وهو ما اعتبرته الأوساط الرياضية الإسبانية إهانة للنادي الملكي. أظن أن ريال مدريد الذي لم يتقدم هذا الصيف بأيّ عرض لباريس سان جرمان للتعاقد مع مبابي يخاطر كثيرا إذا انتظر حتى الموسم المقبل، وكل همه هو الحصول على الصفقة مجانا؛ لكن الموسم طويل، ويمكن أن يمارَس ضغط على اللاعب من فرنسا وقطر كما وقع سابقا ويجدد عقده مع باريس أو يختار البطولة الإنجليزية التي ستكون سعيدة باستقباله.