تستعد المذيعة والمنشطة التلفزيونية سناء الزعيم للإطلالة مجددا من خلال شاشة التلفزيون، من خلال عودة مرتقبة للعمل التلفزيوني من خلال برنامج مجتمعي. "" التقيناها بهذا الخصوص، وكان معها اللقاء التالي الذي تحدثت فيه عن تجربتها الإذاعية، وعودتها مججدا للاشتغال التلفزيوني و تنشيطها لليالي الدورة الأخيرة من مهرجان الفيلم الدولي بمراكش وأمور أخرى تجدونها في الحوار التالي.
هل هناك احتمال للعمل مجددا في القناة الثانية في ظل إدارتها الجديدة؟
احتمال الرجوع إلى القناة مطروح، لأني أمارس المهنة بمبادئ معينة وأطلب نظير ذلك الاحترام وأطن أن الجمهور قدر عطائي في القناة..لازالت لدي علاقات طيبة ومودة مع الزملاء هناك. وأرفض أن توصد في وجهي أبواب دوزيم بسبب أشخاص بعينهم لأنها تعتبر قناة إعلامية عمومية، ولأن الوضع الراهن سيتغير حتما يتطلب بعض الوقت فقط.
هل يعتبر اشتغالك الإذاعي حاليا مرحلة تحضيرية للعودة مجددا للعمل التلفزيوني؟
الإذاعة مدرسة حقيقية بالنسبة للمنشط والصحافي، خاصة أني أقدم فيها برنامجا مباشرا يوميا أعيش من خلال في تحدي وبحث دائم .. عملي في الإذاعة منحني خبرة أكبر وقربا من هموم الناس وإدراكا أكبر لأوليات المغرب في الوقت الراهن.. لذا فإن عودتي للتلفزيون ستكون من خلال برامج مجتمعية، وأنا في انتظار الأسابيع القليلة المقبلة التي ستكشف عن إطلاق قنوات جديدة..
ماهي ملامح برنامجك الجديد خاصة أنه اجتماعي، وهو نموذج موجود ضمن خريطة البرامج التلفزيونية؟
يمكنني الجزم بأنه ليس هناك إلى حدود الآن، فضاء خاص بالمواطن المغربي يقدمه كتركيبة معقدة تتضمن مجموعة من التناقضات الموروثة وتفاصيل غزت وتغزو حياته اليومية..التحدي الذي سأحمله من خلال هذا البرنامج التلفزيوني، يتمثل في فتح طابوهات دون إثارة الجروح لنعي نقاط ضعفنا وقوتنا وتميزنا..
كيف تقيمين تجربة تنشيطك لليالي مهرجان مراكش الدولي للفيلم الأخير؟
اشتغلت في ليالي مهرجان مراكش الدولي للفيلم مع طاقم مهني، حيث يوجد وراء الكواليس طاقم لكل واحد فيه تخصصه.. هناك تداريب يومية في الفترة الصباحية وتحضيرات تتمثل في كتابة النصوص مع مراعاة الترجمة الفورية، كما أن هناك اشتغالا على تحركاتنا فوق الخشبة مما يجعل كل الخطوات محسوبة..
أقول باختصار إن التنشيط حرفة ومهنة تحتاج إلى استعداد وتحضيرات تسبق اللقاء بالجمهور..وأعتقد أني اليوم تمكنت من هذه المهنة عن جدارة وخبرة وتجربة تراكمت بسبب تنشيطي للعديد من المهرجانات السينمائية والسهرات الفنية، على غرار الطبعة الأخيرة من مهرجان موازين الذي أسند لي فيه المنظمون مهمة تقديم نجوم الدورة الأجانب الكبار والذين على رأسهم كانت الأمريكية ويتني هيوستن التي غنت لأول مرة بالعالم العربي وإفريقيا..
إلى أي حد خدمك برنامج "صورة" الذي كان متخصصا في الشأن السينمائي في تنشيط المهرجانات السينمائية؟
من المؤكد أن الإحاطة والإلمام والتحضير المسبق، عوامل تجعلني أشعر براحة أكبر خلال التقديم سواء تعلق الأمر بمهرجان سينمائي أو غنائي أو مسرحي..فكل الخطوات مدروسة ومحسوبة لأن هناك آلية للتحضير ولا ارتجال في التنشيط، وإذا لم يحضر المنشط فسيعرض نفسه والجمهور المتلقي للإحباط..
ألا تعتقدين أن عدد منشطي الأحداث الفنية في المغرب قليل جدا؟
نعاني نقصا في هذا الجانب، ويمكننا القول إن المستثمرين اليوم والقيمين على التظاهرات يجرون بحثا مضنيا على منشطين في ظل عددهم المحدود.. بل وأزيد من ذلك، منهم من لا يتقن التنشيط باللغتين العربية والفرنسية بشكل جيد..
أعتقد أنه يتوجب حاليا التفكير في إعادة إحداث شعبة التنشيط الثقافي في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الموجود بالرباط، والتي تم تغيبيها منه لأسباب نجهلها.. اليوم نحن بحاجة إلى جيل جديد من المنشطين خريجي هذا المعهد الذي تخرجت منه قبل سنوات، وستصبح الحاجة أكثر إلحاحا في ظل الانفتاح الذي يشهده المجال السمعي البصري بالنظر إلى عدد القنوات والإذاعات التي سينطلق العمل بها قريبا..ينبغي أن يفكر القيمون على المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي باعتباره جهازا تابعا لوزارة الثقافة، في إنجاز خطة لإعادة تكوين أجيال جديدة من المنشطين الشباب لتلبية الحاجة الماسة في هذا المجال..