لماذا كلما ظهرت جمعية تحمل اسما "منحطا" تحظى بضجة إعلامية ويعطى لها أكثر مما تستحق ؟؟ فلوظهرت جمعية "حمير وبخير" ساهمت بعض الوسائل الإعلامية الوطنية والدولية في التعريف بهذه الجمعية "السيئة السمعة". وطبعا رأينا كيف ان أعضاء الجمعية فرحون بهذا الضجة والانتماء "الغابوي" الجديد ، ويدعون أنهم مجموعة من المجازين ,رغمأنهم شوهوا بكل ماتحمله الكلمة من معنى سمعة الإجازة . إذا كانوا فعلا مجازين فلماذا لم يدركوا ان وسائل الإعلام وخاصة الدوليةعملت على استغلالهمكنموذج للشباب المغربي الذي وصلت فيه الوقت ان يختار جنسية الحمير عوض الجنسية المغربية ؟ فلماذا لم تتحرك الدولة لمنع مثل هذه الجمعيات ، وتوعية الشباب كل حسب تخصصه وميولاته عوض تحمير الشباب وتشجيعهم على "التحمير". "" بل ان هذه الجمعية ربما تستفيد من دعم الدولة للجمعيات كواحدة من الجمعيات الثقافية! والغريب أنه حتى وزارة الثقافة تعاني من قلة المثقفين . وهنا اقترح على السيد عباس اذا كان ممكنا أن يحول مقر وزارة الثقافة الى مدينة مراكش وحبذا لو يكون قريبا من جامع الفنا حتى يتمكن هؤلاء المسؤلين عن الثقافة من اكتساب بعض الثقافة على الأقل الثقافة "الشعبية" في ساحة جامع الفنا . فالجميع يلاحظ غياب المثقفين في المغرب ! ليس لقلتهم بل أصبحوا يستحُّون من إلحاق وصف الثقافة بأسمائهم حتى من اضطر منهم الظهور في وسائل الإعلام يفضل وصف مواطن اومتقاعد . شخصيا في يوم من الايام قرأت لأحد المثقفين المغاربة وحينما تعرفت عليه سألته عن عمله فقال لي بأنه "متسكع" مع العلم بأن كتاباته تدرس في الجامعات المغربية . ففضل وصف متسكع على "مثقف" ياله من مغرب. إذا كان التقدم في الدول يقاس بنسبة المثقفين فيها وتأثيرهم على المجتمع فإن المغرب فضل التقدم بطريقة أخرى وهي تهميش المثقفين والشباب وتعطيل الكفاءات وتقديم تعليم ردئ لأبناء الشعب واستغلال الغنائم الحكومية وتوزيعها على أفراد العائلة . فعباس عندما بدأ فتوحاته استهلها بتحرير "مدينة البرلمان" الواقعة على ضفتيْ نهر ابي رقراق فوزع مناطقها ووزاراتها على أفراد عائلته بحيث اصبحوا يناقشون مشاكل الشعب ايام الأعياد على هامش القطبان في بيت عمي اوخالي عبيبيس . أول حكومة عائلية في العالم هي الحكومة المغربية كأنها "تَرِكَة" حتى أنهم قسموها بقواعد الإرث للذكر مثل حظ الأنثيين فالوزراء في المغرب لايشترط فيهم اي شرط لتقلد المنصب فبدبلوم الصيدلة مثلا يمكن ان تنال منصب وزاري كما فعلت بعض "المنادلات" عفوا المناضلات المغربيات التي أفنت زهرة شبابها في النضال والدفاع عن حقوق المرأة , حتى وإن كنت كسولا في دراستك يمكنك ان تكون وزيرا في المغرب فالشهادة المطلوبة هي شهادة لاإله إلاالله محمد رسول الله وهي الشهادة التي قدمتها السيدة وزيرة الثقافة . في المغرب العجيب يكفي ان تكون لديك شهادة في الطبخ المغربي لتصبح وزيرا للصحة اوالنقل . فيخترع لك عباس وجماعته علاقة ميتافيزيقية بين الطبخ والصحة اوالنقل . وهذا هو حال الوزراء في المغرب من الإجازة في الحقوق إلى وزارة الصحة ومن دبلوم صيدلانية إلى وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بل وحتى من لاشئ إلى وزارة الثقافة . وكيف لاتريدون الشباب ان يؤسسوا جمعيات ديال " تحيماريت" أوديال"تابغليت" إن أتممت هذه الحكومة فترة ولايتها. بلا شك ستكون هناك جمعيات مماثلة وأكثر. ولمن يفكر في إنشاء جمعيات من هذا القبيل وخاصة من الذين يدعون أنهم مجازون والإجازة منهم براء .أقترح الأسماء التالية جمعية الكلاب التائهة او الضباع الطائشة إذا كانوا يريدون الأسماء الرنانة فقط .. [email protected]