اعتبرت ماريا زخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، أن العلاقات السياسية والاقتصادية مع المغرب في أحسن حالاتها، موردة: "سنسير على هذا المسار". تصريح زخاروفا جاء خلال ندوة صحافية منظمة على هامش القمة الروسية الإفريقية التي تحتضنها مدينة سان بطرسبورغ الروسية على مدى يومين، حيث أكدت أن العلاقات التاريخية مع المغرب طيبة، وأن التعاون بين البلدين عميق ويشمل عدة مجالات. "المغرب من بين الشركاء الثلاثة الأوائل بالنسبة لروسيا في القارة الإفريقية، والثاني من حيث حجم الواردات والصادرات. وحجم التبادل التجاري ازداد ب 25 في المائة، وهي دينامية ظلت تتطور خلال الأشهر القليلة الماضية"، تورد المسؤولة في وزارة الخارجية الروسية، مؤكدة أن هناك سعيا إلى تطوير العلاقات في مجالات الطاقة واللوجستيك والتكنولوجيات الجديدة والنقل الجوي. ماريا زخاروفا خصصت حيزا كبيرا من الندوة الصحافية لتوضيح تصريحات مسؤولين روس بخصوص تدخلات غربية لإفشال القمة الروسية الإفريقية، إذ أكدت وجود ضغوط قوية على قادة دول إفريقية ومسؤولين لثنيهم عن الحضور إلى سان بطرسبورغ، وفق تعبيرها. وشددت المتحدثة ذاتها على أن دولا "هددت بعدم على الحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي، أو تمويلات من البنك الدولي"، مضيفة: "أمريكا هي صاحبة القرار في هذا المجال. كما أن هناك ضغوطا شخصية على مسؤولين بعينهم وعلى عائلاتهم، من قبيل تجميد أرصدتهم البنكية. فعلا خيالهم واسع، ويجب أن نقول لهم كفى". وأردفت المسؤولة الروسية: "نثمن عاليا بطولة وشجاعة القادة في إفريقيا الذين رفضوا الخضوع للضغوطات الغربية، واختاروا اتخاذ قراراتهم بأنفسهم والحفاظ على سيادتهم"، مشيرة إلى أن "هناك وسائل إعلام تتقاضى أموالا لتتحدث بسوء عن روسيا، وتتهمها بالقرصنة والتسميم بالأسلحة الكيميائية والتدخل في شؤون الدول، وغيرها من الاتهامات التي لا تتوفر على أدلة بخصوصها". وطالبت زخاروفا أمريكا بالكشف عن قاتل كينيدي، و"الاعتراف بتسببها في دمار هيروشيما وخراب ليبيا والعراق وغيرهما، مع الاعتراف بالحروب الدموية التي خاضتها". واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن "ألمانيا، ذات التاريخ الخيالي، وأقوى الاقتصاديات في العالم، انهارت خلال سنة ونصف"، وفق تعبيرها، وزادت: "يعيشون في ركود، والشركات تهرب، والسبب أنهم حرموا من الغاز الروسي". ورفضت زخاروفا الحديث عن صراع روسي أوكراني، معتبرة أن الأمر يتعلق ب"عدوان على روسيا وتهديد لأمنها عبر نشر قواعد عسكرية على حدودها"، متهمة أمريكا بالتسبب في ما وصلت إلى الأوضاع، وزرع الفتنة من أجل الخامات والتحكم في الغاز.