في جو "وحدوي" و"أخوي"، اجتمع 300 شاب وشابة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج في بلدهم الأم المغرب، خلال الدورة الرابعة عشرة للجامعة الصيفية، الممتدة من 22 يوليوز الجاري إلى فاتح غشت المقبل في الرباط. الافتتاح الرسمي، الذي تم اليوم الاثنين، كشف إحصائيات دقيقة عن المشاركين، إذ ينحدر 70 بالمائة منهم من أوروبا، و90 بالمائة من هؤلاء الشباب ازدادوا بالمهجر، كما أن نسبة الإناث المشاركات في الجامعة الصيفية تفوق 60 بالمائة، بعدد يصل إلى 199 مشاركة، متفوقات على الذكور الذين يبلغ عددهم هذه السنة 101. وحسب توزيع بلدان الاستقبال التي ينحدر منها المشاركون، تتصدر إيطاليا ب 68 شابا وشابة، ثم فرنسا ب47، إلى جانب بلدان أخرى أهمها إسرائيل وفلسطين، وإسبانيا والجزائر. مولاي إسماعيل المغاري، الكاتب العام لقطاع المغاربة المقيمين بالخارج، قال إن "هذا البرنامج له أهمية قصوى لدى الشباب المغربي المقيم بالخارج، إذ يساهم في تعميق هويتهم المغربية، إلى جانب تسهيل إقامتهم ببلدان الاستقبال". وأضاف المغاري في مداخلته: "الملك محمد السادس يولي أهمية كبرى لأفراد الجالية المغربية عبر سياسة عمومية واضحة، من خلال تقديم جل الخدمات لهم، خاصة الثقافية منها، التي تسعى إلى الحفاظ على هويتهم المغربية". "خلال عملية مرحبا، يحرص المغاربة في المهجر على ربط الصلة مع الوطن"، يتابع المسؤول نفسه، مبينا أن "المغرب بدوره حريص على مواكبة سياسية خدماتية لهاته الديناميكية القوية، عبر الانخراط الفعال في توظيف المؤهلات الكبيرة لبلادنا، سواء السياسية أو اللوجستية، قصد الحفاظ على واحدة من أهم قواه الناعمة". وأكد الكاتب العام لقطاع المغاربة المقيمين بالخارج أن "البرنامج يحمل أنشطة سياسية وثقافية من تأطير نخبة من الخبراء، سيسعون إلى ترسيخ الهوية الثقافية المغربية، وتقديم فرصة لشباب المهجر لإبراز أفكار وتساؤلاتهم". من جانبه، أفاد أحمد العبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الذي ألقى مداخلة بعنوان "المغرب أرض التعايش بين الثقافات والأديان"، بأن "الهوية هي أساس الإنسان عبر العالم، وامتلاك المغربية منها هو حظ كبير". وأورد العبادي أن "الهوية ترمم عبر التعلم والتربية، والهوية المغربية تؤسس أولا في المنازل من قبل الآباء، وهذا ما يجب أن تتم المحافظة عليه خلال المستقبل". أميمة، إحدى المشاركات في هذه الجامعة الصيفية، صرحت لهسبريس بأن "شعور القدوم إلى أرض الوطن أمر لا يصدق، تعقبه فرحة طفولية قوية لا يمكن أن يحس بها الشخص في أي مكان آخر". ومنذ انطلاقه سنة 2009، يشكل البرنامج فرصة لشباب الجالية المغربية بالخارج من أجل اللقاء، وتبادل الخبرات ووجهات النظر، والتعرف بشكل أقرب على الثقافة المغربية التي تعتمد في الأساس مبدأ "التسامح" و"الحوار". وتمتد الدورة الحالية لعشرة أيام تتخللها ورشات فكرية ولقاءات نقاشية، إلى جانب زيارات عديدة، أهمها إلى المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية والمركب السياحي رقية أكوا بارك، وجولة سياحية بمدينة طنجة.