بدأت اليوم الثلاثاء في مختلف المدن الإسرائيلية احتجاجات واسعة، تتخللها مظاهرات وإغلاقات في يوم شلل تام، دعت إليه المعارضة والقوى المدنية الرافضة لإصلاحات قضائية مثيرة للجدل تقدمت بها حكومة بنيامين نتنياهو. ومنذ ساعات الصباح الأولى، بدأت الاحتجاجات في العديد من المدن والبلدات، مع انتشار كثيف لعناصر الشرطة، فيما شوهدت سيارات ضخ المياه في عدد من مواقع الاحتجاجات. وتوعد المحتجون بإغلاق شوارع رئيسية في المدن ومفترقات الطرق المركزية، قبل مظاهرة كبرى منتظرة مساء اليوم في تل أبيب ومطار "بن غوريون"، ما قد يؤدي الى وقف الرحلات الجوية في المطار. وتأتي هذه المظاهرات غداة مصادقة الكنيسيت الإسرائيلي، ليل الإثنين، في قراءة أولى، على إصلاح قضائي تعتبره المعارضة "ضربا لمبدأ توازن السلط وتعزيزا لدور السياسيين والكنيست على حساب المحكمة العليا". ويسمح الاصلاح للمحاكم، بما في ذلك المحكمة العليا، بإلغاء قرارات السلطات المنتخبة في حال تبين للقضاة أنها قرارات خاطئة. ويستمد هذا الاصلاح من النظام القانوني البريطاني، ويتيح للقضاة إمكانية مراجعة القرارات الإدارية التي تتجاوز نطاق ما يمكن أن تقوم به السلطة "المسؤولة" و"المعقولة". وبموجب هذا المعيار، لا تقوم المحكمة العليا بتقييم القرارات التنفيذية لذاتها، لكنها تضع "حدودا" لما يعتبر "ضمن نطاق المعقولية". وعلى أساس هذا المعيار، أمرت المحكمة العليا نتنياهو قبل أشهر بإقالة آريي درعي بعد أن عينه وزيرا للداخلية وللصحة في الحكومة الحالية، معتبرة أن التعيين كان "غير معقول للغاية"، بالنظر إلى أن درعي أدين سابقا في جرائم فساد. وكانت المنظمات التي تقود الاحتجاجات في إسرائيل قد هددت، قبل تصويت الكنيست أمس، بإغلاق تام للبلاد من خلال مسيرات واحتجاجات ومظاهرات أمام مواقع رئيسية في مختلف المدن، بالإضافة إلى إضراب عمالي عام.