قتل الجيش الإسرائيلي، الإثنين، ثمانية فلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، سبعة منهم في مدينة جنين حيث ينفذ عملية توغل يتخللها قصف جوي بطائرات مسيّرة، هي الأوسع منذ نحو 20 عامًا. وأعلنت إسرائيل، في وقت مبكر الاثنين، أنها تقصف أهدافا في جنين في إطار "عملية واسعة لمكافحة الإرهاب"؛ وذلك بعد أسبوعين من عملية كبيرة في مخيم جنين تخللها استخدام الطيران المروحي للمرة الأولى منذ أعوام طويلة. وقال وزير الخارجية إلاسرائيلي إيلي كوهين، الاثنين، إن القوات الإسرائيلية قصفت "بقوة كبيرة "منطقة جنين حيث قُتل سبعة فلسطينيين في أكبر عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربيةالمحتلة منذ نحو عشرين عامًا. وصرح كوهين للصحافيين "نحن نضرب جنين بقوة كبيرة". وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية "ارتفاع حصيلة شهداء جنين إلى 7، بينهم 3 شهداء نتيجة القصف، فيما تبقى المحصلة مرشحة للارتفاع لوجود إصابات حرجة". وتعتبر مدينة جنين ومخيم اللاجئين المجاور لها مسرحا منتظما لمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، التي كثفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربيةالمحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم. وقال محمود السعدي، مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين، لوكالة فرانس برس إن الهجوم الإسرائيلي يتم من الجو والبر. وأضاف: "قصفت منازل ومواقع عديدة... الدخان يتصاعد من كل مكان". ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، وفق ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس. وأوضح أن شبانا يقومون برمي قنابل على الآليات العسكرية الإسرائيلية، في حين يقوم آخرون بإلقاء الحجارة. وأشار الى أن بعض العائلات تنزح من بيوتها في المخيم وتحمل حقائب تضم ملابسها وأغراضها لمغادرة المخيم. وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر الاثنين، أنه يقصف أهدافا في مدينة جنين، قبل أن يؤكد بعيد الساعة السابعة (الرابعة بتوقيت غرينتش) أن العملية متواصلة. وأوضح اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، المتحدث باسم الجيش، للصحافيين "نتخذ إجراءات ضد مشتبه بهم معينين". وذكر الجيش، في وقت سابق، أن قواته قصفت "مركز عمليات مشتركة" بذريعة أنه يشكل مركز قيادة لمقاتلين من "كتيبة جنين"، وهي وحدة مسلحة. وقال الجيش إن العملية استهدفت موقعا "للمراقبة والاستطلاع"، فضلا عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ لمن زعم أنهم مسلحون نفذوا هجمات على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة. أما القتيل الخامس صباح الاثنين فهو شاب في الحادية والعشرين، قضى "متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل البيرة الشمالي". وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن الشاب، واسمه محمد عماد حسنين، "أصيب برصاصة في رأسه، أطلقها جنود الاحتلال باتجاهه أثناء وجوده مع عدد آخر من الشبان، خرجوا في مسيرة عفوية عند مدخل مدينة البيرة، تنديدا بالعدوان الاسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها". "لن تستسلم" وتشهد جنين ومحيطها تصاعدا في أعمال العنف، في الأسابيع الماضية. ففي 19 يونيو، قتل الجيش الإسرائيلي سبعة أشخاص في عملية في المدينة، استخدام طائرات مروحية لقصف مواقع فلسطينية في جنين منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005). وحملت أطراف فلسطينية، الاثنين، إسرائيل مسؤولية التصعيد الجديد. وقالت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، إن "كل الخيارات مفتوحة لضرب العدو ردا على عدوانه في جنين". وأضافت: "جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات"، محملة "العدو الصهيوني كامل المسؤولية عن كل ما سيترتب على هذا العدوان". وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن "الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني". وقال نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة: "إن ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل". وطالبت الخارجية الفلسطينية "بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا"، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى "الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين". وينفذ الجيش الإسرائيلي غالبا عمليات مداهمة يقول إنها "استباقية ووقائية" لمدن وقرى وبلدات فلسطينية بغرض اعتقال مطلوبين لديه. وتتخلل هذه المداهمات غالبا مواجهات مع السكان الفلسطينيين. وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع يناير وحتى الثلاثاء إلى ما لا يقل عن 181 فلسطينيا، و25 إسرائيليا وأوكرانية وإيطالي. وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين؛ بينهم قاصرون من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون. يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 ملايين فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير قانونية. وتحتل إسرائيل الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ العام 1967.