قتل أربعة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية لاعتقال "نشطاء" في مخيم جنين في الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، وفق ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية. وأكدت وزارة الصحة ذاتها، في بيان، أن كلًا من "عبد فتحي حازم ومحمد محمود الوّنة وأحمد نظمي علاونة، هم شهداء العدوان الإسرائيلي" في جنين، وأعلنت في حصيلة لاحقة محدثة مقتل شخص رابع هو "محمد أبو ناعسة". وبحسب الوزارة ذاتها فقد تم تسجيل 44 إصابة، بينها إصابات "خطيرة وبالغة الخطورة". من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده قتلوا بالرصاص "اثنين من المشتبه في تورطهم في عدد من هجمات إطلاق النار الأخيرة"، وقال في بيان: "أثناء محاصرة المنزل الذي يتواجد فيه المشتبه بهما، انفجرت عبوة ناسفة وفتح المشتبه فيهما النار في اتجاه القوات الأمنية". وأضاف البيان: "ردت القوات بإطلاق النار وفق إجراءات الرد الموحدة، وقتل كلاهما"، منوها إلى أن حازم أحدهما. وبدأ الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الباكر عملية عسكرية شاركت فيها أعداد كبيرة من قواته، واستهدفت بشكل رئيسي منزل عائلة حازم، المتهم بتنفيذ هجوم في تل أبيب في أبريل الماضي. وقال نائب محافظ مدينة جنين، كمال أبو الرب، لوكالة فرانس برس، إن "قوات الاحتلال تواصل استهداف مدينة جنين ومخيمها، واليوم هاجمت المخيم بأعداد كبيرة، وأطلقت صاروخًا في اتجاه منزل عائلة الحازم". وبحسب أبو الرب فإن "هذه الحملة هي الأعنف التي يقوم بها جيش الاحتلال"، وهذا برأيه "سيزيد من وتيرة الصمود". ويعتقد أبو الرب أن "إسرائيل تقوم بمثل هذه الأعمال العدائية مع اقتراب موعد الانتخابات". وتنظم إسرائيل انتخاباتها التشريعية الخامسة في ثلاث سنوات ونصف سنة في الأول من نونبر المقبل، بعد حل البرلمان في 30 يونيو الماضي، بينما يعتبر مخيم جنين معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة. تصعيد يحذر محللون من احتمال أن يفضي العنف المتصاعد في الضفة الغربيةالمحتلة، سواء الداخلي أو مع إسرائيل، إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة. وتأتي هذه التكهنات في وقت تواجه السلطة الفلسطينية تراجعا في الدعم الشعبي لها، في ظل رفض الشارع للتنسيق الأمني مع إسرائيل. من جانبها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن "التصعيد الإسرائيلي لن يعطي أمنا ولا استقرارا لإسرائيل". وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان: "إن إسرائيل مازالت دولة خارجة على القانون الدولي، كما أنها مع الولاياتالمتحدة الأميركية فقدتا مصداقيتهما من خلال مطالبتهما بالهدوء والحفاظ على الاستقرار (فيما تمارس إسرائيل) على أرض الواقع كل أشكال التصعيد والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته". وأكد الجيش الإسرائيلي عبر حسابه على "تويتر" ما سماه "استمرار عمل قواته في جنين". وفي بيان لها، توجهت حركة "حماس" الحاكمة في قطاع غزة إلى "ذوي الشهداء الأبطال"، مؤكدة على أن "عمليات الاغتيال الجبانة لن تمر مرور الكرام ولن تجلب للعدو أمنا مزعوما". وفي موجة عنف بدأت أواخر مارس الماضي، قُتل 19 شخصا غالبيتهم من المدنيين داخل إسرائيل، وفي الضفة الغربيةالمحتلة، في هجمات نفذها فلسطينيون بعضهم من عرب إسرائيل. وكثفت القوات الإسرائيلية ردا على الهجمات عملياتها العسكرية في الضفة الغربيةالمحتلة، حيث قتل أكثر من خمسين فلسطينيا، بينهم نشطاء ومدنيون، ومنهم الصحافية شيرين أبو عاقلة خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين. وقتل ضابط من القوات الإسرائيلية الخاصة خلال عملية في الضفة الغربية قبل نحو أسبوعين، أسفرت كذلك عن مقتل فلسطينيَيْن. وتحض إسرائيل السلطة الفلسطينية على اتخاذ إجراءات مشددة ضد النشطاء في الضفة الغربية التي تحتلها القوات الإسرائيلية منذ العام 1967.