توافد ضيوف الرحمن منذ فجر اليوم الأربعاء، أول أيام عيد الأضحى المبارك، لرمي جمرة العقبة في مشعر منى، وسط انسيابية في التنقل وفق خطة التفويج المعدة لذلك. ورمى ضيوف الرحمن الجمرة دون تزاحم أو تدافع في أدوار منشأة الجمرات، مع توفر جميع الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والدفاع المدني، إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه. ويبدأ الحجاج مناسكهم في يوم النحر-وهو يوم عيد الأضحى-برمي جمرة العقبة الكبرى، ثم يحلقون أو يقصرون، ثم ينحرون الهدي، ويتوجهون إلى البيت الحرام لأداء طواف الإفاضة، وبعدها يعودون إلى منى للمبيت بها بقية أيام التشريق. وكان الحجاج قد باتوا ليلتهم في مشعر مزدلفة بعد أن أفاضوا من عرفات، حيث أدوا الركن الأعظم من فريضة الحج، في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة. ويقع مشعر منى بين مكةالمكرمة ومزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، داخل حدود الحرم، وهو واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، لا يسكن إلا في أثناء فترة الحج، وتحده جمرة العقبة من جهة مكةالمكرمة ووادي محسر من جهة مشعر مزدلفة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاثة (11 و12 و13 ذو الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى). ويمكن للمتعجل منهم اختصار النسك إلى يومين، على أن يغادر منى قبل غروب شمس اليوم الثاني من عيد الأضحى، ويتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج. وكانت أفواج الحجاج قد قامت منتصف الليل وقبل فجر أول أيام عيد الأضحى بالتحرك من مشعر مزدلفة، متوجهين إلى منى لرمي الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) بسبع حصيات، وذلك بعد وقوفهم أمس على صعيد عرفات، وأدائهم الركن الأعظم من أركان الحج، قبل أن يبيتوا في مزدلفة، بينما شهدت حركة ضيوف الرحمن انسيابية في التنقل بين المشاعر، وفق خطة التفويج المعدة لذلك. وقد أعلنت الهيئة العامة السعودية للإحصاء، أمس الثلاثاء، أن إجمالي أعداد الحجاج هذا العام 1444ه بلغ 1,845,045 حاجا، منهم 1,660,915 حاجا قدموا من خارج المملكة عبر المنافذ المختلفة، فيما بلغ عدد حجاج الداخل 184,130 حاجا من مواطنين ومقيمين.