بدأت جموع ضيوف الرحمن منذ فجر اليوم الإثنين، أول أيام عيد الأضحى المبارك، العاشر من ذي الحجة، أداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى، برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات. وتوافد نحو مليوني حاج على منى، بعد أن مّن الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات (على بُعد 12 كيلومترًا من مكة) أمس، وقد أدّوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في مشعر "مزدلفة " مقتدين بسنة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام . وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن نسك رمي الجمرة الكبرى تم "في انتظام سلس، وحركة هادئة من ضيوف الرحمن، وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في منى، وفق خطة التفويج المعدة لذلك". وقام ضيوف بيت الله الحرام، برمي الجمرات دون تزاحم أو تدافع في الأدوار الأربعة لجسر الجمرات، مع توفر كل الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والخدمات الأمنية والدفاع المدني، إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه. واتسمت حركة الحجيج نحو جسر الجمرات والساحات المحيطة بها - بحسب الوكالة السعودية- بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات، وتوزعت على الأدوار حسب التنظيم المعد، والعودة لمواقع إقامتهم بانسيابية ومرونة، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالا بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج . وبعد أن يفرغ الحاج من رمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) شرع له في هذا اليوم أعمال يوم النحر، حيث يبدأ بنحر هديه (للحاج المتمتع والمقرن فقط)، ثم بحلق رأسه، ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج. ويأتي رمي الجمار، تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته، ويحذرون منه. والجمرات الثلاث في منى هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه بها سيدنا إبراهيم عليه السلام. وجسر الجمرات هو جسر يوجد في منطقة منى في مكةالمكرمة وهو جسر مخصص لسير الحجاج لرمي الجمرات أثناء موسم الحج، وهو يضم جمرة العقبة الصغرى، جمرة العقبة الوسطى، جمرة العقبة الكبرى. وبدأ مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به- الذي تقدر تكلفته بنحو 4.2 مليارات ريال(1.7 مليون دولار) عام 2006، وذلك عقب وقوع حادث تدافع بين الحجيج على جسر الجمرات في يناير 2006 أسفر عن وفاة 362 حاجا. ويتكون الجسر الذي يبلغ طوله 950 مترا وعرضه 80 مترا من أربعة أدوار وطابق أرضي . ووفقا للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.