تنامت ظاهرة الهجرة السرية انطلاقا من سواحل إقليمالناظور بوتيرة غير مسبوقة، وذلك مع تزايد أعداد غفيرة من الراغبين في معانقة الفردوس الأوروبي. وتنشط في هذا المجال عصابات تهجير البشر إلى جانب مهربي المخدرات، الذين وجدوا في عمليات الهجرة غير النظامية وسيلة مدرة للمال أكثر من تهريب المخدرات. وتمكنت عناصر الدرك الملكي بالناظور، حسب معطيات رسمية حصلت عليها هسبريس، من إجهاض أزيد من 10 عمليات للهجرة السرية منذ مستهل السنة الجارية. وأفاد مصدر هسبريس بأن جل مهربي المخدرات نحو أوروبا باتوا يفضلون تهريب البشر لاعتبارات عدة، منها سهولة تنفيذ العملية وارتفاع المقابل المادي الذي يصل إلى أزيد من 10 ملايين سنتيم لكل فرد، أخذا بعين الاعتبار أن كل رحلة تضم أزيد من 20 شخصا. وحسب المصدر نفسه، فإن مدينة مليلية المحتلة باتت الوجهة المفضلة لأغلب المهاجرين غير النظاميين، وذلك لقرب المسافة الفاصلة بحرا بين مليلية وإقليمالناظور، مع العلم أن أغلب عمليات الهجرة السرية تنطلق من شواطئ بني شيكر وإيعزانن وبني سعيد. وأكد المصدر ذاته أن أغلب المرشحين للهجرة غير المشروعة يفدون من مدينتي العروي وزايو، إلى جانب مرشحين من الجماعات الأخرى، ما يعني أن شباب مدينتيْ العروي وزايو متشبعون أكثر من غيرهم بفكرة الهجرة. وبلغة الأرقام، تمكنت عناصر الدرك الملكي بالناظور خلال النصف الأول من السنة الجارية من توقيف 15 منظما للهجرة غير النظامية، وما زال البحث جاريا عن 6 آخرين، إلى جانب توقيف 30 وسيطا وتحرير مذكرات بحث في حق 10 آخرين، وتوقيف 11 من مستقطبي المهاجرين. في السياق نفسه، تم الاستماع إلى أزيد من 300 مرشح للهجرة السرية في محاضر رسمية، كما جرى حجز العشرات من القوارب المطاطية والخشبية ومعدات أخرى المستعملة في تهريب البشر. وطالب مصدر هسبريس بتكثيف الجهود من قبل البحرية الملكية والقوات المساعدة على مستوى سواحل إقليمالناظور، لتشديد الخناق على عصابات تهريب البشر من أجل محاصرة تنامي هذه الظاهرة.