بعد أشهر قليلة من إدراج تقرير يابانِي، جبهةَ البوليساريُو ضمنَ التنظيمات الإرهابيَّة، يوجهُ تقريرٌ أمريكيٌّ حديث، صفعةً مماثلة ، بدعوته إلى تفكيك ميليشيات البوليساريو، وإطلاق سراح الساكنة المحتجزة بمخيمات تندوف، التِي اعتبرها "تربة خصبة" لمجندي القاعدة وعمليات التهريب. التقرير الذِي أعدَّهُ المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية "بوتوماك إنستيتيوت فور بوليسي ستاديز"، وقدم الجمعة، في العاصمة الأمريكيَّة، ألحَّ على ضرورة التحرك الفوري لمواجهة "التهديدات المتنامية للتطرف" بمخيمات تندوف، وفقًا لمَا خلص إليه التقرير المقدم في أبريل الماضي، من لدن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي جعلَ قدم المخيمات كَ"قنبلة موقوتة". في غضون ذلك، ذهبَ مدير المركز، يوناه ألكسندر، الذي قدم التقرير إبان لقاء بالنادي الوطني للصحافة في واشنطن، إلى أنَّ "المجموعة الدولية أضحتْ مدعوة بصورة مستعجلة إلى إحصاء سكان مخيمات تندوف"، موضحًا أن المخيمات تشكلُ "تهديدا للأمن الإقليمي، لكونها غدتْ بؤرة لتجنيد الإرهابيين والمهربين. المتحدث ذاته، دعا المجموعة الدولية، إلى العمل لأجل التوصل إلى تسويات دبلوماسية لمختلف النزاعات التي تشهدها المنطقة، سيما نزاع الصحراء، الذي "يقوض جهود استتباب الأمن والتعاون الاقتصادي بالمنطقة المغاربية وبالساحل". كما نبهت الدراسة، في معالجتها واقع التهديدات الإرهابية بشمال إفريقيا والساحل العام المنصرن، إلى أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجماعات إقليمية متطرفة أخرى، تسعى عن "استغلال الوضع بالمخيمات الخاضعة لمراقبة البوليساريو للقيام بحملات تجنيد مكثفة". التقرير الأمريكي أورد أنَّ عناصر من البوليساريو كانُوا بين المقاتلين الإرهابيين، الذين سيطروا على شمال مالي سنة 2012، جرَى تجنيدهُم محليا في مخيمات تندوف، من طرف الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة؛ كَتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، وأنصار الدين. وأوضح التقرير، التي قدم جردا للهجمات والاعتداءات الإرهابية خلال 2013 المنطقة المغاربية والساحل، أن السنة الفائتة سجلت رقما قياسيا من حيث عدد العمليات الإرهابية قياسًا بالسنوات ال12 الماضية، حيث تم جرد 230 حادثا خلال 2013، أي ما يمثل زيادة مقلقة تصل إلى 60 في المائة مقارنة مع سنة 2012. على صعيدٍ آخر، أوصى الباحث الأمريكي، إبان اللقاء الذي حضره السفير المغربي لدى واشنطن، رشاد بوهلال، مسؤولون آخرون، بالاستثمار في التنمية البشرية والاقتصادية من أجل تعزيز الأمن على النطاقين المحلي والإقليمي، مع توسيع مقتضيات اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولايات المتحدة لتشمل السلع والمنتوجات القادمة من شمال وغرب ووسط إفريقيا.