أطلق مجموعة من النشطاء المغاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي حملة دعم وتضامن مع الإعلامي المغربي عبد الصمد ناصر، بعد إقدام إدارة قناة "الجزيرة" القطرية على تسريحه من العمل وإنهاء عقده، بسبب تغريدة نشرها عبر حسابه على "تويتر" دافع فيها عن شرف المرأة المغربية، بعدما تعرضت له من احتقار من طرف وسيلة إعلام جزائرية رسمية، هذه الأخيرة التي اتهمت الدولة المغربية ب"الاتجار بعرض وشرف نساء المغرب". واجتاح وسم "كلنا عبد الصمد ناصر" منصات التواصل في الساعات القليلة الماضية، حيث عبر المغردون المغاربة عبر حساباتهم عن تضامنهم المطلق مع الإعلامي الذي أمضى أزيد من 25 سنة في رحاب قناة "الجزيرة"، مشيرين إلى أن هذا الصحافي المغربي يعد كفاءة إعلامية من طينة الكبار وإنسانا مثقفا متشبعا بالوطنية وبحب بلده رغم استقراره منذ سنوات بقطر. واعتبر المتضامنون مع ناصر أن قرار فصله عن عمله طرد تعسفي جائر لا يليق بمستوى قناة كبرى لها مكانة في المشهد الإعلامي العربي، مشيرين إلى أن التغريدات التي كان ينشرها الصحافي المغربي عبر حسابه الخاص في "تويتر" تدخل في نطاق حريته الشخصية وحقه في التعبير، الذي اختار من خلالها الدفاع عن شرف بنات وطنه بكل نزاهة متصديا للهجوم الجزائري المتكرر. وقال الصحافي المغربي النعمة ماء العينين، في تغريدة له، إن صديقه وزميله ناصر سيعود إلى وطنه الأم بصفة نهائية شهر غشت المقبل، بعد 26 عاما قضاها مع شبكة "الجزيرة" في قطر، معربا عن متمنياته بأن يستفيد الإعلام الوطني من تجارب أبنائه الساطعين في سماء الإعلام خارج الوطن. وتابع: "قليلون هم الذين يتركون عملهم دفاعًا عن وطنهم، متمسكين بموقفهم الصلب.. أنت فخر الوطن الذي حقق العز والكرامة لنساء ورجال المغرب، أنت بطل أخي وزميلي عبد الصمد ناصر". وعبر الناشط السياسي الجزائري وليد كبير، في تغريدة له، عن تضامنه مع عبد الناصر قائلا:" أتضامن مع الصحافي المغربي المقتدر عبد الصمد ناصر، وأقول له: سجلت التاريخ بمداد من ذهب وأنت تدافع عن وطنك وعن قضية الأمة المغربية؛ وهذا هو الفرق بينك وبين الأبواق المأجورة التي تسجل تاريخها بمداد أسود وهي تدافع من أجل مصلحتها الخاصة عن قضية نظام حكم لا تهمه مصلحة الوطن.. تهون المصاعب وتبقى المواقف، وربي ما يبلع باب حتى يحل عشرة". من جهته، خرج الإعلامي عبد الصمد ناصر عن صمته ليرد على حملة التضامن العريضة التي طالته، حيث قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر:"ما أنبلكم وما أطهر قلوبكم أيها الأحبة.. شكراً شكراً لكم بحجم الكون، لنبلكم وفيض مشاعركم وتضامنكم ودعمكم.. أنا حقاً عاجز عن وصف تأثري وسروري بما غمرتموني به من كرم مشاعركم ومحبتكم ودعائكم". ونددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في بلاغ لها، بالقرار التعسفي في حق الإعلامي المغربي مؤكدة بهذه المناسبة أن "بعض الصحافيين العاملين في القناة نفسها وفي قنوات رياضية تابعة لها لم يذخروا جهدا لمرات عديدة ومتكررة في اقتراف إساءات متعددة للدولة المغربية ولمؤسساتها، بما في ذلك الإساءة إلى المؤسسة الملكية؛ لكن إدارة قناة "الجزيرة" القطرية لم تحرك ساكنا، رغم الضجة الكبيرة التي رافقت ذلك.. بما يعني، وفي ضوء القرار التعسفي الذي اتخذته في حق الزميل عبد الصمد ناصر، كانت مباركة لتلك التصرفات الطائشة". وجاء ضمن البلاغ ذاته أن "النقابة الوطنية للصحافة المغربية توضح بأن الأمر يتعلق بوجود لوبي جزائري داخل القناة وخارجها، يدير هذه اللعبة الدنيئة، وتأكدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية من وجود تدخلات وضغوطات تمارسها سفارة الجزائر بالدوحة لتفرض توجها معينا معاديا لمصالح المغرب داخل القناة وفيما تقدمه من محتويات إعلامية".