غادر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله، مدينة فاس اليوم الاثنين بعد زيارة عمل للمغرب دامت يومين.
وكان الملك محمد السادس قد أجرى مباحثات مع الملك عبد الله الثاني بن الحسين، أمس كما أقام على شرفه مأدبة عشاء عائلية بالقصر الملكي بمدينة فاس. ""
وصدر في ختام الزيارة بيان مشترك استعرض فيه الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني ب المسيرة المثمرة للتعاون الثنائي وما قطعته من أشواط كبيرة تحقيقا للمصلحة المشتركة، مؤكدين حرصهما على تعميق العلاقات وتوسيع آفاقها.
ووفقا للبيان، رحب الملكان بتشكيل فريق عمل مشترك لتعزيز الشراكة الاقتصادية وزيادة حجم الاستثمارات بين البلدين.
وتطرق الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني خلال المباحثات، بحسب البيان، إلى جملة من القضايا الدولية والإقليمية، مؤكدين دعمهما الكامل لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشريف،وأعربا عن إدانتهما الشديدة للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، وجددا دعوتهما إلى رفع كافة أشكال الحصار عنه، مؤكدين رفضهما المطلق لبناء المستوطنات الإسرائيلية وتوسعتها.
ووصف رئيس تحرير صحيفة "الجريدة الأولى" علي أنوزلا في تصريحات خاصة ل "قدس برس" الزيارة بأنها مفاجئة ولم تكن مبرمجة من قبل، واستبعد أن تكون ذات صلة مباشرة بتطورات ملف العلاقات المغربية الإيرانية.
وقال أنوزلا: "أعتقد أن الزيارة المفاجئة في توقيتها تأتي في سياق دعم العلاقات الثنائية بين المغرب والأردن، وهي علاقات وثيقة وقديمة، ولا أعتقد أنها ذات علاقة مباشرة بتطورات العلاقات المغربية الإيرانية، صحيح أن الأردن كان من الدول السباقة في مسألة التحذير من المد الشيعي أو ما أسماه وقتها ب "الهلا الشيعي"، لكن المغرب اتخذ قراره من إيران بشكل سيادي كما قال وزير الاتصال خالد الناصري، ولذلك إذا كان لهذه الزيارة من علاقة بهذا الملف فهي تأتي لدعم المغرب معنويا في موقفه من إيران".
واستبعد أنوزلا أن يكون هدف الزيارة تنسيق المواقف لمقاطعة الزعيمين قمة الدوحة العربية المقبلة في حال دعوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وقال: "لا أعتقد أن من مهام القمة المغربية الأردنية البحث في مسألة مستوى تمثيل البلدين في قمة الدوحة العربية، وإن كنت أعتقد أن من مصلحة المغرب أن يمثل على أعلى مستوى في قمة الدوحة العربية التي تأتي في ظل تطورات سياسية إقليمية ودولية مهمة تستوجب منه أن يكون حاضرا، وأعتقد أن قطر بطبيعة العلاقات التي تربطها بإيران يمكنها أن تمارس دور الوساطة لحل الخلافات المغربية الإيرانية، لا سيما وأن طهران تحدثت عن الأزمة بأنها عابرة، ومستشار العاهل المغربي هنا تحدث عن أن الرباط تعمل لإعادة بناء علاقاتها، وبالتالي فدخول الدوحة على الخط بما لها من علاقات بإيران وبتاريخها في الوساطات ربما ينهي الأزمة بين الرباطوطهران"، على حد تعبيره.