في الوقت الذي تتزايد فيه شكاوى المواطنين من انتشار الكلاب الضالة في مختلف المناطق المغربية، كشف مقطع تسجيل مرئي عن صور صادمة تم التقاطها من مستوصف الكلاب الضالة الذي تم إحداثه في العرجات ضواحي مدينة سلا. التسجيل الذي نشره مستشارو فيدرالية اليسار بمجلس مدينة الرباط، يكشف مشاهد مقززة، يظهر في أحدها كلب صغير يأكل من جيفة متعفنة وسط سرب من الذباب. ورغم أن المستوصف الذي شيدته شركة الرباط للتهيئة وتشرف على تسييره إحدى الجمعيات المهتمة بالرفق بالحيوان، حديث النشأة، إلا أن مرافقه، كما يُظهر مقطع الفيديو، تبدو في حالة متردية. وقال مستشارو فيدرالية اليسار، في تعليق على الفيديو، إن الجمعية التي تسيّر مستوصف الكلاب بالعرجات، وتسمى "الجمعية المغربية لحماية الحيوانات والبيئة"، "لم يسبق أن عُرف عنها أي نشاط من قبل". وسبق لجمعية "آذان" للدفاع عن الحيوانات والطبيعة، بحسب تصريح سابق أدلى به رئيسها أحمد التازي لهسبريس، أن حثت على إسناد تسيير مستوصف الكلاب بالعرجات إلى جمعية متمرسة في الميدان. وأُحدث مستوصف الكلاب بالعرجات بهدف إيواء الكلاب الضالة التي يتم جمعها من جماعات الرباطوسلا وتمارة، في انتظار تلقيحها وتعقيمها، قبل إعادتها إلى مواطنها الأصلية كما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية. وبحسب المعلومات التي نشرها مستشارو فيدرالية اليسار بجماعة الرباط، فإن هذه الأخيرة، إضافة إلى جماعتي سلا وتمارة، وقعت اتفاقية مع "الجمعية المغربية لحماية الحيوانات والبيئة"، باقتراح من ولاية الرباط، تنص على استفادة الجمعية المذكورة من مبلغ 12 مليون درهم على 3 سنوات مقابل تسيير مستوصف العرجات وتلقيح وتعقيم الكلاب الضالة. وأثارت الاتفاقية تساؤلات خلال مناقشتها في دورة فبراير الماضي بمجلس مدينة الرباط، حيث تساءل مستشارو فيدرالية اليسار عن "سبب منح تسيير المستوصف لجمعية مجهولة لم يسبق أن عُرف عنها أي نشاط في المجال". وردا على ذلك، قالت عمدة مدينة الرباط، أسماء أغلالو، إن الجمعية تضم في عضويتها أطباء من المكاتب الصحية للجماعات الثلاث. وكانت أسماء أغلالو، عمدة الرباط، قد وصفت مستوصف الكلاب بالعرجات، الذي شُيد على مساحة هكتار، ب"المركز الرائع جدا"، معتبرة، في تصريح سابق لهسبريس، أن الجمعية التي أُسند إليها تسييره "ممثلة من ذوي الاختصاص"، داعية إلى "الابتعاد عن تسييس الموضوع". وذهبت العمدة أغلالو إلى القول: "هادشي ديال بَّاك صاحبي معندناش"، في إشارة إلى شفافية عملية إسناد تسيير المستوصف إلى الجمعية المذكورة. في المقابل، طالب مستشارو فيدرالية اليسار بمجلس جماعة الرباط ب"محاسبة كل المسؤولين عن هذه الكارثة"، معتبرين أن ما تم توثيقه بالصوت والصورة "يبيّن جليا سوء تدبير الجمعية للمستوصف، وترك الكلاب بدون أكل، ونفوق بعض الكلاب وتركها في العراء، واقتيات الكلاب على الجيف".