في الصورة فؤاد عالي الهمة والشيخ بيد الله (تصوير : الناظور سيتي) أعرب الدكتور حسني عبد اللطيف عن مخاوفه من أن يكون المؤتمر الأول لحزب الأصالة والمعاصرة مؤشرا لانتكاسة سياسية كبرى ستشهدها الحياة السياسية المغربية بمزيد من تراجع أداء الأحزاب الكلاسيكية المنحدرة من الحركة الوطنية وتراجع دور الحركات الإسلامية المعتدل منها والمتشدد. "" وأوضح أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المغربية ومدير نشر مجلة "وجهة نظر" الدكتور حسني عبد اللطيف في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن حزب الأصالة والمعاصرة عودة إلى الوراء، وقال: "أعتقد أن المتتبع لمسار حزب الأصالة والمعاصرة منذ تأسيسه كحركة لكل الديمقراطيين أنه حزب أغلبي، وأنه سيصبح بعد الانتخابات الجماعية المقبلة الحزب المهيمن في الحياة السياسية المغربية، وأظن أن الأطروحات التي تم تناولها في المؤتمر الأخير للحزب لم تحمل أي جديد، ولذلك أعتقد أن هذا الحزب سيضيع على المغرب وقتا طويلا، وسنعيش فقط التجربة التي كان قد أحدثها الراحل الحسن الثاني فيما يتعلق بتأسيس أحزاب تابعة للدولة ومهيمنة على الحياة السياسية بشكل عام". وأشار عبد اللطيف إلى أن مكمن الخطر هو أن ميلاد الحزب يأتي في وقت تعيش فيه الأحزاب الكلاسيكية حالة من العياء والوهن السياسي لأسباب ذاتية وموضوعية، وقال: "الخطير أن الحزب الحالي يأتي في وقت ظهر فيه العياء والوهن على الأحزاب الكلاسيكية المنحدرة من الحركة الوطنية ليس فقط بفعل الأمراض الداخلية للأحزاب، وإنما بفعل سياسات النظام نفسه منذ خمسين عاما تقريبا وشرائه لذمم قادة الأحزاب، وهو وضع يؤشر إلى انتكاسة كبرى في الحياة السياسية المغربية إذا قدر لهذا الحزب أن ينجح في الانتخابات الجماعية المقبلة ليصبح حزل الأغلبية"، على حد تعبيره. واستبعد عبد اللطيف أن ينجح الحزب في تحقيق هدفه بإضعاف تيار الإسلام السياسي المعتدل منه والمتشدد، وقال: "هناك استثناء للأحزاب السياسية التي سيؤثر على آدائها حزب الأصالة والمعاصرة، فأنا عندما قلت الأحزاب الكلاسيكية أقصد الأحزاب المنحدرة من الحركة الوطنية، أما الأحزاب الجديدة ومنها الإسلامية، فهي ليست على ذات المستوى فحزب العدالة والتنمية المعتدل الذي يشارك في الحياة السياسية سيقترب في هذا الموقف من الأحزاب الكلاسيكية، أما التيار الإسلامي الأقل اعتدالا والذي تمثله جماعة العدل والإحسان وهي الأوسع انتشارا فلا أعتقد أن لحزب الأصالة والمعاصرة أي تأثير عليها". وأشار الأكاديمي المغربي إلى أن تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة لن يؤسس لمحاور استقطاب سياسي جديد وأن حالة التشرذم في الحياة السياسية ستبقى هي السمة البارزة، وقال: "لا أظن أن الأمر سيسير على الاتجاه الذي تتحدث عنه بعض الأوساط، فستبقى حالة التشرذم في الحياة الحزبية هي السائدة والمسيطرة، والأمر لا يتجه إلى تأهيل الحياة السياسية لخلق محاور استقطاب يمين ويسار ووسط، وإنما الأمور تسير في اتجاه عبثي"، على حد تعبيره. وكان حزب الأصالة والمعاصرة الذي يحظى برعاية ودعم الصديق الشخصي للعاهل المغربي النائب البرلماني فؤاد عالي الهمة قد أنهى مؤتمره الأول في 22 فبراير الماضي، بانتخاب الشيخ بيد الله أمينا عاما له.