قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إنه متابع لمسار ما يجري بين المغرب والجزائر منذ مدة طويلة، والمستوى غير المسبوق الذي وصل إليه حكام "الجارة الشرقية" خلال الآونة الأخيرة، واصفا ما يقدمون عليه ب"الحمق والتصعيد العدائي الذي ينم عن فقدان تام للصواب". وأضاف بنعبد الله، اليوم السبت أمام شبيبة حزبه بالعاصمة الرباط، أن "الجيران لهم نوايا سيئة تجاه المغرب، فيما برزت في الآونة الأخيرة مشاكل جديدة مع فرنسا"، رابطا إياها بالسيادة الوطنية ورغبة باريس في الاحتفاظ بمواقع تقليدية تلعب فيها بين المغرب والجزائر. وأوضح الأمين العام ل"حزب الكتاب" أن "بعض القضايا الداخلية الحقوقية بصرف النظر عن كونها خاطئة أو سليمة تستغل ضد المغرب"، مسجلا أن المملكة تمكنت من تنويع الشركاء على المستوى الخارجي، ما ساهم في تبني مواقف مساندة للمغرب في الصحراء. وسجل بنعبد الله أن "ما مكن المغرب من الحفاظ على الصحراء هو قوة الجبهة الداخلية ولحمتها"، مناشدا في كلمة موجة إلى الشباب "ضرورة الاهتمام بملف الوحدة الوطنية، فالمغرب لا يساوي شيئا دون صحرائه، ووجوده مهدد إن هي ضاعت"، وفق تعبيره. وطالب المتحدث شبيبته الحزبية بضرورة ابتكار أدوات تواصلية جديدة من أجل الوصول إلى الشباب، مقرا بتغير العقليات وميلها نحو الصورة والتعبيرات عوض التحليلات المطولة، وزاد: "هناك هوة كبيرة بين العمل السياسي والشباب، لكن هذا لا يعني أنهم غير مهتمين أو غير متضررين". وتابع بنعبد الله: "على الشباب أن يعتزوا بوطنهم دون شوفينية، وهذا دور الشبيبة بالوصول إليهم"، مؤكدا أن "أغلب المواطنين ممن يعلنون تضررهم من السياسات الحكومية لم يشاركوا أصلا في عملية التصويت في الانتخابات الماضية، بل منهم من ليس مسجلا أصلا ضمن اللوائح الانتخابية". كما أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن "الحكومة الحالية ضعيفة جدا على المستوى السياسي"، مستهينا بالحديث العددي والترويج لصورة الأغلبية في مجلسي النواب والمستشارين والجهات وجماعات المدن الكبرى، ومستعيدا شريط الانتخابات الماضية واعتبارها "شهدت توزيع الأموال الانتخابية". ونبه السياسي اليساري إلى أنه "يعول كثيرا على الشبيبة لبناء حاضر ومستقبل الحزب، والدليل هو تواجد أربعة قياديين في الشبيبة ضمن الديوان السياسي"، مناديا ب"ضرورة حمل القضايا السياسية الحقيقية بغية تقليص الهوة المتسعة بين الشباب والسياسة".